كلب آل بابكر عيد !!
*والكلب هذا هو بخلاف كلب آل باسكر فيلد في الرواية العالمية الشهيرة..
*بل هو على العكس منه تماماً..
*فرغم التشابه العجيب بين اسمي صاحبي الكلبين الا أن الذي بين الحيوانين مختلف جداً..
*فأحدهما (شرس) ، والآخر( شره)..
*فكلب آل بابكر عيد يأكل ـ كما يقول المثل ـ (أكل السوسة والعافية مدسوسة )..
*أو بالأحرى ؛ عافيته لا تتجلى الا في الداخل..
*فهو حين ينهزم ـ كعادته ـ خارجياً يهرع نحو البيت لينتقم مما بداخله من حيوانات مسكينة..
*ينتقم من الدجاج، والقط ، والحمار، والغنم..
*وصار كلب آل بابكر عيد مضرب مثل – بالبلدة – في (التهويش)..
*وفي لحظة غضب طلبت زوجة بابكر من أبنائها التخلص من الكلب عبر أية وسيلة يرونها مناسبة..
*قالت انه لا يصلح لما تصلح له الكلاب رغم أنه (يطفح) في اليوم ما (تطفحه) كلاب الحّي كافة خلال اسبوع..
*وكاد الأولاد أن (يفعلوها) لولا أن أباهم تدخل في اللحظات الأخيرة داعياً الى منح الكلب فرصة لتصحيح (الاوضاع)..
*قال أنه يتفق مع (الحاجة) في أن الكلب يشتغل بشكل عكسي ولكن ربما يكون محض تمرين على مواجهة (الأهداف) الخارجية..
*وصبر آل بابكر عيد على الكلب شهراً واثنين وثلاثة..
*وخلال شهور الصبر هذه اجتهد بابكر في تعليم كلبه ما يجب أن تفعله الكلاب..
*ثم فترت عزيمته بعد اصرار الكلب على أن لا يستأسد إلا داخلياً..
*وفرحت (الحاجة) حين أسّر اليها زوجها- ذات ليلة – أن الكلب موعده الصبح..
*ومن سوء حظ الكلب المسكين فقد أحدث في تلكم الليلة صخباً لم يعهد فيه من قبل..
*والصخب هذا كان جراء انتصار ساحق ألحقه به (جرو صغير) بالخارج..
* ثم هدأ كل شيء فجأة كما بدأ فجأة ليعم الأرجاء سكون رهيب..
*سكون لم يشرخه الا صوت المؤذن (ينبه) لصلاة الفجر..
*وقام (الحاج) للوضوء متثاقلاً – من أعياء السهر- وهو يدمدم (يا كلب ، أليس الصبح بقريب؟!)..
*وحين خرج من الغرفة فوجئ بأن باحة المنزل قد أصبح عاليها سافلها..
*و الكلب باسط ذراعيه بمنتصفها وما في جسده شبرٌ الا وفيه مثل الذي وصف به خالد بن الوليد نفسه مع اختلاف (الأدوات)..
*إلا وفيه رفسة حمار، أو نقرة ديك ، أو نطحة تيس !!!
من أرشيف الكاتب
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة