مصطفى أبو العزائم

موت الأخيار..


[JUSTIFY]
موت الأخيار..

يوم واحد شهد وفاة نفر كريم من ابناء هذه الأمة المسلمة، قليلون نعرفهم وكثيرون لا نعرفهم لكن الله يعرفهم جميعاً وهو العليم الخبير، ونسأله أن يرحمهم وأن يغفر لهم، وأن يتقبل منا شهادتنا فيهم وشهادة سائر من عرفهم وشهد لهم بالحق والإيمان.

قبيل إنبلاج فجر الأمس فاضت روح جارنا في منزل الأسرة بالحارة الأولى، والذي كان بمثابة الأب لنا أجمعين، المغفور له بإذن الله عبد الرحمن أحمد سالم، الذي عاش بيننا نموذجاً للأبوة الصادقة والأدب الرفيع الذي يشهد له به من عرفه واقترب منه، وقد واريناه ثرى مقابر أحمد شرفي صباح أمس فله الرحمة والمغفرة وحسن المآب.

لم نكد نفرغ من مواراة جثمان الراحل المقيم المرحوم عبد الرحمن أحمد سالم «سالم» حتى ونقل لي أحد أبنائي خبر وفاة رجل الشرطة المثالي، والضابط النموذج، والباحث المدقق والكاتب الموهوب سعادة اللواء شرطة .م. حسين أبوعفان، الذي عرفه كثير من العاملين في «آخر لحظة» من خلال مادته المقروءة التي كان يحرص على أن يوصلها بنفسه إلى الصحيفة، وكان خلوقاً راقياً في تعامله مع ابنائه وبناته بالصحيفة، رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه الجنان.

ولم تنقض سحابة يوم الأمس الحزينة، حتى تجلل بسواد جديد عندما بلغنا وفاة العابد العارف بالله الشيخ الجليل عبد الباقي العجيمي شيخ الطريقة العجيمية الذي لقى وجه ربه صباح الأمس تاركاً فراغاً كبيراً ليس بين أهله وأفراد أسرته فحسب، بل بين كل أهل التصوف في بلادنا، فقد كان نخلة علم وبحر علوم، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

هكذا يرحل الصالحون عن دنيانا، ويذهب الأخيار، ويأتي رحيلهم في زمان أشار إليه نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقال في حديث مروي عنه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «كيف بكم وبزمان يوشك أن يغربل فيه الناس غربلة تُبْقي حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا».. ويشبك بين إصبعيه، فقالوا: وكيف بنا يا رسول الله؟.. قال: «تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم». أو كما قال.

يولد الناس ويموتون، يأتون من الغيب ويذهبون وهي سنة الحياة إلى يوم الدين، لكن ليس كل من رحل ترك أثراً، وليس كل من غادر ترك فراغاً، إلا أولئك الذين عاشوا بين الناس وقد أعدوا عدة الرحيل، وتزودوا لليوم الآخر.. بالتقوى.

اللهم أرحم موتانا وموتى المسلمين وأغفر لهم وادخلهم فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.. يا الله.. يا رب العالمين.

«إنا لله وإنا إليه راجعون»

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]