ما الذي دهانا ..؟
حقيقة، ما الذي دهانا، وما الذي حدث لمجتمعنا الذي يشهد متغيرات سلبية قد لا ينتبه لها إلا الذين عاصروا وعاشوا مرحلة ما قبل هذه المتغيرات والتشوهات التي أخذت تضرب في «شكل» المجتمع، وامتدت لتضرب حتى في هيكله وجذوره..؟!
على مستوى السياسة هناك تأخر كبير لم نتقدم بسببه خطوات عملية نحو المستقبل، ولم نظل على ذات المكان الذي كنا فيه بل رجعناالى أبعد من الخلف.. وحمل «هابيل» السوداني السلاح في وجه أخيه وقتله، لينعكس كل ذلك ويشكل صورة سالبة عن بلادنا، ووجدها البعض فرصة لتمرير أجندته الخاصة سواء على مستوى الداخل أو الخارج، وأخذت معاول الهدم تضرب في جسد الوطن، حتى اقتطعت منه ما اقتطعت، ولا زالت الأيادي التي تحمل تلك المعاول تأمل في اقتطاع المزيد.
السياسة ألقت بظلالها على الاقتصاد الذي أثر بشكل مباشر على المجتمع، لتزيد نسبة الفقر وترتفع، رغم ارتفاع أعداد المتعلمين وزيادة نسبة الوعي، لكن ذلك لن يغني من الفقر شيئاً في ظل احتياجات بشرية متنامية تزيد ولا تنقص تنامي ولاتنحسر، في واقع معلوم للجميع، وموارد محدودة.
عودة فقط لصفحات الجريمة في صحافتنا اليومية،أخبارصادمة ومحزنة، منها حوادث خطف واختطاف، غير محاولات التهريب، غير جرائم النهب و السلب و القتل ثم الإنتحار،وجرائم بشعة لا نعرف دوافعها، مثلما حدث في استهداف بعض الرموز السياسية أوالمجتمعية من قبل ،وحتى يوم أمس الأول الذي استشهد فيه أحد أبرز قيادات الادارة الأهلية في دارفور.. وحادث آخر مؤسف راح ضحيته شيخ في عقده السابع بالكلاكلات، مات بعد أن بقر بطنه بيده لا بيد عمرو، والتفسير دائماً في مثل هذه الحالات أن الضحية يعاني من اضطرابات نفسية.
إذا عدنا للأشهرالقليلة الماضية فقط سنجد من خلال الرصد الصحفي عدداً مخيفاً من جرائم النهب والاغتصاب والقتل والانتحار، وهو أمر لم يكن معهودًا في بلادنا بهذه الكثافة، لذلك علينا أن نخضع هذه الظاهرة الخطيرة للدراسة من قبل المختصين في مراكز البحوث والدراسات، وفي الجامعات السودانية… وعلينا أن نسعى للحلول من خلال مؤسسات الدولة الرسمية المعنية بمحاربة الفقر ومنع الجريمة، فالفقر في أغلب الأحيان يكون أباً للجريمة.. أما قضية الهجوم على الصحافة التي تنشر مثل هذه الأخبار فإن الامتناع عن النشر لن يوقف الجريمة… والصحافة في كل الدنيا ما هي إلا تعبير عن حركة المجتمع.
[/JUSTIFY]بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]