جمال علي حسن

زخم النداء.. عناية مكثفة لمصاب بالزكام


[JUSTIFY]
زخم النداء.. عناية مكثفة لمصاب بالزكام

كالعادة فإن ردود الفعل الرسمية الغاضبة على اتفاق نداء السودان تتحمل عبء الترويج الإعلامي لهذا الاتفاق الضعيف والذي كان يحمل بداخله أسباب موته المبكر.. أنقذته ردود الفعل تلك ولفتت الأنظار إليه بقوة ..

زخم ورواج مكثف منحته الحكومة لهذه الوثيقة المليئة بعوامل التضاد والتنافر الداخلي.. وثيقة كان من الممكن أن تمزق نفسها بنفسها لولا انفعال الحكومة الزائد عن الحد معها وبصورة غريبة.

من يبحث في محرك (قوقل) مستخدماً عنوان الاتفاق ستأتيه عناوين مذهلة تترك عنده انطباعاً أكيداً بأن أخطر اتفاق أزعج حكومة السودان هو اتفاق نداء السودان.. تأتيه عناوين الفضائيات وكبريات الصحف العربية والمحلية بمثل الترتيب التالي:

(اعتقال قياديين من المعارضة وقعا نداء السودان)

( جهاز الأمن السوداني يعتقل قيادات المعارضة بسبب نداء السودان)

( مناوي: نداء السودان ليس اتفاق حرب)

( النظام السوداني يحرك آلته العسكرية لتقويض اتفاق نداء السودان)

(النظام السوداني يعلن التعبئة ضد اتفاق نداء السودان)

(مسؤولون في نظام الرئيس السوداني عمر البشير يرفعون شعار لا للمساس بالدولة الإسلامية)

( الجبهة الثورية تصف إعلان الخرطوم التعبئة والاستنفار بأنه نداء لتقسيم الوطن وتؤكد استعدادها للمواجهة)

( النظام السوداني يشن حملة شرسة على اتفاق نداء السودان)

(اعتقال فاروق أبو عيسى وأمين مكي مدني..)

لاحظ مستوى الخدمة الإعلامية التي قدمتها الحكومة لاتفاق نداء السودان والذي يقول المنطق وتقول الحقائق وبحسب عناصر كيمياء المعادلة المكونة لهذا الاجتماع إنه عبارة عن حالة ( زكام سياسي) يأخذ دورته القصيرة ويزول لوحده تماماً دون الحاجة لأي نوع من العقاقير أو العلاجات.. مثلما زالت أعراض ما يمسى بـ( ميثاق الفجر الجديد) الذي وقعته القوى السياسية المعارضة مع الجبهة الثورية في يناير 2013 وقبله اتفاق لندن ووثيقة أخرى كانت قد عصفت بنفسها قبل التوقيع هي وثيقة ( البديل الديمقراطي) .

لا توجد أي معالم نجاح في أي اتفاق بين قوى سياسية وأخرى مسلحة، لأن حامل السلاح يفترض أنه الأكثر تأثيراً بسلطة الرصاص، بينما شريكه السياسي يظن واهماً أن تلك الرصاصة التي يتعامل معها مؤقتاً ما هي إلا رصاصة زفافه الميمون للقصر الجمهوري وتنتهي مهمتها وأهميتها وأهمية صاحبها نفسه بانتهاء مراسم التنصيب ..!

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي