في مديح دودة القز وذمها
للإسباني (خابيير توميو) قصة قصيرة تحت عنوان ( الدودة)، قصة بسيطة لكنها مثيرة وشائقة.
– “وأنت؟ من تكون؟ أسأل المخلوق الصغير الذي اكتشفه أمام قدمي. فيجيبني: أنا الدودة. حيوان صغير، أحمق وبطيئ. أتنفس عبر مسام جلدي وتمتد قناتي الهضمية من طرف جسمي إلى طرفه الآخر. وقد قالت لي أمي بعد زمن قصير من ولادتي: (لا تهتم يا فريديريكو). أنت لست ذكياً ولا جميلاً، ولا تمتلك أجنحة، كما أنه ليست لديك حتى سيقان. ولكن بزحفك، تستطيع أن تصل إلى أي مكان تريد”.
وفي مكان آخر، وسياق مختلف وذي صلة أيضاً، يقول ابن سيرين مفسر الأحلام الشهير: من رأى كأن الدود يخرج من فمه، فإن أهل بيته يريدون أن يخدعوه ويمكروا به وهو يعلم ذلك وينجو من مكرهم وخروجهم من نفقته، ومن رأى أن الدود يخرج من بطنه فإنه يتباعد من قوم شرار، ويكون له بذلك شرف وطهارة، ومن رأي دودة القز (دودة الحرير)، فهذا يعني أنه سينهمك في مشاغل تعود عليه بالأرباح الوفيرة (ومن رأى) شيئاً من ذلك نال مالاً، وقيل دود القز يدل على مال حرام.
ما كنت لأعرف عن تفسير ابن سيرين لرؤية الدود في الحلم شيئاً، لولا أن شخصاً ذو وشائح وأمشاج وتشابكات بمسؤولين كبار في الدولة، أسرّ ضمن جلسة كنت حُضورها أن دهشة أصابته جراء سماعه لعديد المسؤولين يرون أن أحلاماً بخروج دودة القز من بطونهم ظلت تطاردهم في الآونة الأخيرة.
لذلك هممت أن أردد عليهم ما ورد في قصة (خابيير) على لسان والدة ( فريديريكو): “لا تهتم يا فريديريكو فأنت لست ذكياً ولا جميلاً، ولا تمتلك أجنحة، كما أنه ليست لديك حتى سيقان. ولكن بزحفك، تستطيع أن تصل إلى أي مكان تريد”. ولكن أسعفني السيد ابن سيرين بتفسير يقارب الواقع أكثر، خاصة وأن دودة (خابيير) ترمز لعموم الدود في الأرض، أما دودة ابن سيرين فمقصورة على نوع (القز) فقط، ما يعني أن من يحلمون بها نالوا أقساطاً وفيرة من المال الحرام. وعليهم أن يردوه إلى خزينة الدولة، وإلا فإن دودة القز ستخرج من مكان آخر من أجسادهم، وحينها لن تمتلئ الأرض (حريراً) ربما.
[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمانالحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي