عبد اللطيف البوني

عشان تاني تلدن

[JUSTIFY]
عشان تاني تلدن

للخدمة الميدانية بلاويها المتلتلة يعرفها جيداً الذين ينعمون بنورها ويصطلون بنارها نعم الخدمة المدنية نور ونار وهذه قصة أخرى فمن بلاويها ما يسمى بالاختناق الوظيفي حيث تتوقف الترقية بالنسبة للموظف نسبة لأنه لا توجد خانة في الدرجة الأعلى فيمكث الموظف في الدرجة التي هو فيها مدة أكثر من تلك التي تنص عليها لائحة الترقيات لذلك وجد القرار الصادر من رئاسة الجمهورية برقم 321 لعام 2014 والخاص بفك الاختناقات الوظيفية والقاضي بأن يترقى الموظف الذي مكث خمس سنوات في أي درجة من الدرجات إلى الدرجة التي تليها فورًا ودون أي انتظار وقد احتفى الموظفون في الدرجات العليا بهذا القرار أيما احتفاء لما له من آثار وظيفية ونفسية حميدة فالبقاء في الدرجة الوظيفية طويلاً وبدون ترفيع أي ترقية يبعث في النفس الرتابة والملل.
من إشراقات الخدمة المدنية التي حدثت في السنوات الأخيرة هو إعطاء المرأة العاملة في حالة الوضوع الولادة- إجازة أمومة مدتها القصوى سنتان بدون مرتب رغم أن حكاية بدون مرتب تخصم من روعة هذا القرار إلا أنه خطوة للأمام فهذا القرار يحترم المرأة ويحترم وظيفتها الأولى والطبيعية في هذه الدنيا وهي الإسهام في عمارة هذا الكون لابل نحن في السودان مع اتساع أرضنا وقلة سكاننا يمكننا أن نعتبر أن الإنجاب مهمة وطنية ففي الوقت الذي كنا ننتظر فيه الدولة أن تكمل جميلها وتجعل إجازة الأمومة بمرتب كامل لنطالب بعد ذلك أن يكون المرتب معه حافزاً يسمى بدل أمومة هاهو ديوان شؤون الخدمة يحبطنا باستثناء الموظفة التي في حالة إجازة أمومة من الاستفادة من قرار فك الاختناق الوظيفي الصادر من رئاسة الجمهورية أي لاتحسب لها سنة أو سنتا الإجازة في الخمس سنوات التي تفصل بين درجة وأخرى بعبارة ثالثة تتأخر هذه الموظفة عن دفعتها لمجرد أنها وضعت مولوداً وتريد إرضاعه لبناً طبيعياً.
لقد برع شراح ومنفذو القرار في وضع الفقرة التي تقول (يراعى عند التطبيق خصم مدد الإجازات بدون أجر) بعمومية مطلقة فهناك من يأخذ إجازة بدون أجر للعمل في الخارج ويجددها سنوياً إلى أقصى مدى تسمح به اللوائح وهناك من يأخذ إجازة بدون مرتب لعمل خاص أو تجريب وظيفة جديدة وهناك من يستغلها في رفاهية فقط فهل يمكن وضع كل هؤلاء في سلة واحدة مع تلك التي أخذت إجازة أمومة؟ إن تكريم المولى عز وجل للمرأة وتفضيل الأم عند رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم على الأب يرجع لهذه الفترة فترة الأمومة والتنشئة الأولى بدءاً بالحمل وتسعة أشهره والرضاعة وفصالها في عامين فكيف نأتي نحن البشر ونعاقبها بذات السبب الذي كرمه بها الدين الحنيف؟ فيا جماعة الخير راجعوا وضع هذه الفقرة أو أجعلوا إجازة الأمومة بأجر كامل وزيدوه كيل بعير بحافز بدل أمومة لأن المرأة الموظفة تقوم بمهمة مقدسة فكافئوها ولاتعاقبوها.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]