متى نرتاح ؟!
*ما من حكومة في بلادنا تعلمت الحلاقة على رؤوسنا مثلما فعلت حكومة الإنقاذ..
*أو بعبارة أخرى : جعلت من الشعب حقلاً للتجارب..
*وكيلا يكون حديثنا هذا من باب المكايدة – وحسب – إليكم نماذج مما نعنيه..
*ففي بدايات حكمها – على سبيل المثال – أصدرت قراراً مفاجئاً بتبديل العملة دونما سبب واضح..
*وشغلت الناس والبنوك والإعلام بحكاية الاستبدال هذه ردحاً من الزمن..
*ثم لا أحد درى – إلى يومنا هذا – الحكمة من الإجراء المذكور..
*فهو لم يؤد سوى إلى إرهاق الناس و(بس)..
*وقرار (تجريبي) آخر أعقب هذا وهو دمج المصارف ..
*فقد تم دمج مصرفي الوحدة والقومي للاستيراد والتصدير في بنك الخرطوم..
*وضُم البنك الصناعي إلى بنك النيلين ، أو العكس لا أذكر..
*وقُذف بمصرف المزارع في جوف البنك التجاري ..
*فإذا بالنتيجة هي انهيار القطاع المصرفي..
* ومن حقنا أن نتساءل الآن – بعد أن بلغ الانهيار حد الكارثة – (طيب ليه؟!)..
*ولا تتوقع أن تجد إجابة شافية لدى أحد من عباقرة قرار الدمج ..
*فـ(أهو) قرار اُتحذ في لحظة انفعال ثوري و(خلاص) ..
*ففضيلة مراجعة النفس والاعتراف بالخطأ ليس من شيم كثير من قادة الإنقاذ..
*ثم فوجئ الناس- (تاااني)- بقرار يمسهم في عملتهم الجديدة المستبدلة ..
*فمن أهل الإنقاذ من فكر – بليل – في حل (تأصيلي) لعملتنا تتنزل معه البركات عليها..
*ومع شروق الشمس كان قرار التحول إلى الدينار قد صدر وما على الشعب إلا أن ينصاع..
*وقبل أن يرسخ في أذهان الناس شكل الدينار قيل لهم (معليش ، ح نرجع للجنيه تاني)..
*ومع ترنح جنيهنا المسكين – هذه الأيام – لا نستبعد صدور قرار بالتحول إلى الدرهم ..
*أو ربما اللجوء إلى حيلة حذف الأصفار – والتي نُفذت مرتين من قبل – تحاشياً للفضيحة..
*يعني ما هو جنيه الآن قد يصير ريالاً بـ(ريالة)..
*والريال سوف يروح – مثل حال اقتصادنا كله – في (أبو نكلة)..
*وغرام أهل الإنقاذ بحكاية تعلم الحلاقة على رؤوسنا هذه تذكرني بحكاية واقعية مشابهة بطلها أنا نفسي..
*فأحد أعمامنا – عليه الرحمة – كانت لديه هواية تجريب أنواع مختلفة من الحلاقة على رأسي كل حين وآخر..
*فمرة كاريه ، ومرة صلعة ، ومرة (قجة) ، ومرة (حاجة كده) لا أعرفها ..
*وكل القصة أن عمنا هذا كان فرِحاً بـ(ماكينته) الجديدة وأراد لها أن تعمل..
*أراد لها حقل تجارب في متناول يده كما حالنا نحن مع الإنقاذ..
*فلما تعطلت (المكنة) – يوماً – ارتاح رأسي ..
*فمتى ترتاح رؤوسنا الآن ؟!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة