مصطفى أبو العزائم

ما لهم كيف يكتبون؟


[JUSTIFY]
ما لهم كيف يكتبون؟

بعض زملاء المهنة- وهم قلة قليلة- يعتقدون أن من أدوار الصحافة التي تقوم بها الإثارة حتى وإن تجاوزت حواجز الأخلاق مثل اختلاق مواقف وأفعال وأقوال غير حقيقية تجاه حدث أو قضية ما، والسعي بالفتنة بين أطراف تلك القضية لتوسيع الفتق حتى يصعب الرتق مع نقل أقوال لم تقل أصلاً، مع إحاطة الأمر بغموض وشكوك وريب تدفع بالغضب في صدور الأطراف.

للأسف هذا يحدث الآن من قلة قليلة في صحافتنا تحاول الصيد في الماء العكر، وسوف نورد مثالاً لذلك دون ذكر الأسماء أو صحف، عندما حاول أحدهم أن يدق الأسافين في العلاقة بين الشركاء في «آخر لحظة» بعد أن اتفقوا على خطوات محددة جاءت برضاء تام من كل الأطراف، إذ قام صحفي من تلك القلة بالاتصال علي هاتفياً قبل أيام وقال لي إنه بصدد إجراء حوار مواجهة حول ما يحدث في آخر لحظة سيكون طرفه الثاني أحد أعضاء مجلس الإدارة، وقال لي إنه التقى به وأن الرجل رمى بسهام هجومه عليّ وحملني مسؤولية ما حدث وكلام كثير من هذا القبيل.

قلت لزميل المهنة المتصل إن علاقتي بكل الشركاء في آخر لحظة هي علاقة إنسانية في المقام الأول قبل أن تكون علاقة شراكات وعمل ومصالح، وهي علاقة قديمة لن نسمح لها بأن تتأثر بأي اختلافات في وجهات النظر، أو أي خلافات في التوجهات العامة، وهذا إن حدث فهو أمر عادي ومتوقع إذ لا يتفق كل الناس على أمر ما دون أن تكون هناك نقاط خلاف..

وأضفت الى ذلك أنني أسعى مثل كثيرين الى أن أحقق مشروعي الصحفي والإعلامي الشخصي، وهذا بالقطع أمر مشروع إذ أن للشركاء أعمالهم الخاصة، ذكرت ذلك لمحدثي عبر الهاتف بعد أن قال لي إن من التقاه ذكر له أن فلاناً يمارس ابتزازاً عندما لوح بفض شراكته..!!

قصصت ما حدث للأستاذ علي فقير عبادي، وهو أحد الشركاء وصديق مقرب مثل بقية الشركاء وذكرت له أن (فلاناً) اتصل علي قائلاً كذا.. وكذا.. وكذا وأنني رددت عليه بما كتبته في الفقرات السابقة.

قال الأستاذ علي فقير عبادي إن ذات الشخص المعني التقى به خلال افتتاح مهرجان البركل السياحي ونقل اليه أن (فلانا) يقصد شخصي قد شن هجوماً عنيفا على الشركاء في آخر لحظة خلال دعوة عشاء من السيد العقيد الصوارمي أحمد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في فندق فينيسيا، كان قد دعا لها عدداً من رؤساء التحرير والكُتَّاب والصحفيين، لذلك يريد أن يعرف ماهي وجهة نظر الطرف الآخر ذكرت للأستاذ علي فقير عبادي أن ذلك اللقاء العام لم أقل فيه أكثر مما اطلع عليه القارئ الكريم الآن، وأن علاقتي بالشركاء هي علاقة أخوة وصداقة، وإن أمر العمل الخاص يتطلب فض شراكة يجري الآن بصورة سلسة وقبول تام من كل الأطراف، لأن الذي يجمع بيننا أكثر مما يفرق، وكان حديثي ذاك في معرض ردي على محرر نشط وأمين هو الابن الأستاذ محمد الحسن من صحيفة (اليوم التالي) الغراء، وقد قلت ما قلت على الملأ ونقله ذلك الصحفي الأمين في الصفحة الأخيرة لصحيفة اليوم التالي نهاية الأسبوع الماضي كما هو، لم يزد كلمة واحدة فيه ولم ينقص.. ونقل وقائع تلك الدعوة وتفاصيلها بدقة استحق الإشادة عليها، ومن محاسن الصدف أن نسخة من تلك الصحيفة كانت لدي فقدمتها للأخ الأستاذ علي فقير الذي تساءل بغيظ: (يا أخي ده زول بتاع فتن.. أعوذ بالله) ثم رماني بما كنت أخشاه منه ومن غيره من الناس، وهو اتهام صحافتنا السودانية بالسعي بين الناس بالفتن وإزكاء نيران الخلافات- إن وجدت وإيقادها إن لم توجد.

حقاً إن لكل مهنة نماذج سيئة ونختم بما درج عليه صديقنا وزميلنا الصحفي الأستاذ عثمان شبونة في نهاية عموده اليومي.. أعوذ بالله.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]