حيدر المكاشفي

د.نافع على طريقة النقاد الرياضيين..(الميدان يا حميدان)

[JUSTIFY]
د.نافع على طريقة النقاد الرياضيين..(الميدان يا حميدان)

نقل عن الدكتور نافع علي نافع عضو المكتب القيادي للحزب الحاكم، في معرض تعريضه بقوى المعارضة التي وقعت (نداء السودان) الأربعاء الماضي بالعاصمة الأثيوبية أديس أببا، ممثلة في الامام الصادق المهدي (رئيس حزب الأمة القومي)، والسيد مني أركو مناوي (نائب رئيس الجبهة الثورية)، والسيد فاروق أبو عيسى (رئيس الهيئة العامة لتحالف قوى الإجماع الوطني)، ود. أمين مكي مدني (مبادرة المجتمع المدني السوداني)، أنه قال يتحداهم ( كان عندكم خيار غير الانتخابات قابلونا في الميدان)…وبالطبع ليس هناك ميدان آخر غير حلبة التنافس الانتخابي سوى ميادين الألعاب الرياضية وميادين القتال، والمؤكد أن نافع لا يقصد ميادين الرياضة رغم مافي لهجته التهديدية ما يشترك فيه مع لغة النقاد الرياضيين ولك ان شئت أن تضيف أيضا لغة (الشفوت)، ففي عبارة نافع المتوعدة شئ من هؤلاء ومن أولئك، فقد درج نقادنا الرياضيين المنقسمين بين فريقي القمة ويجوز أن تقرأ (الغمة بالغين)الهلال والمريخ ،درجوا عند توعد وتحدي بعضهم لبعض استخدام عبارة ( الميدان يا حميدان)،وكنت أظن العبارة من مسكوكات واجتراحات الوسط الرياضي، قبل أن أدرك أنها مثل شعبي شائع عند شعوب الخليج، يضربونه عند الحاجة لاختبار معادن الرجال، باعتبار أن الميدان هو المحك الحقيقي لإثبات الشجاعة أو الجبن في الإنسان، أما لماذا حميدان من دون خلق الله فذلك مالم أعرف له سببا أو مناسبة، ولا تظنن أنه بسبب السجع والقافية، والا لقلنا لماذا ليس عثمان أو رمضان أو شعلان الخ،أما من شاء لغة (الشفوت) فله أن يضاهي عبارة نافع بعبارتهم الشهيرة (طالعني الخلاء)…

ولكن أليس من ميدان ثالث يمكن أن يلتقي فيه الخصوم غير حلبة التنافس الانتخابي وميدان القتال، لماذا يضيق دكتور نافع الخيارات ويحصرها فقط في هذين الميدانين على طريقة هذا أو الطوفان،أليس الأفضل من كليهما أن يلتقي الفرقاء أولا في ميدان الحوار الجامع الصريح والمفتوح على فضاء الوطن الفسيح وقضاياه العريضة، ثم من قال أن ميدان القتال كفيل بوضع حد لهذه الاضطرابات اللا متناهية والحروب المتواصلة بلا توقف،لا تهدأ هنيهة الا لتستعر مجددا، فلو كان الحل في هذا الميدان لكان تم ذلك منذ زمان، فالحرب مهما استمرت وبالغا ما بلغ اوارها، لن تفيد لا حاملي السلاح ولا الحكومة على حد سواء، فالكل فيها خاسر وأكبر الخاسرين هو الوطن، والانتخابات المزمعة ليست بعيدة عن هذا الميدان، اذ أنها لا تعدو أن تكون سوى حرب أخرى ولكن بوسيلة مدنية، فمن المعلوم أن معالجة مسألة الانتخابات تعد من صميم موضوعات الحوار الوطني المطروح، ولكن رغم ذلك يتم التلويح بها، بل والتأكيد المغلظ على قيامها في موعدها استباقا للحوار الذي لن يكون له معنى أو أي قيمة بعد قيامها، وانما الخوف أن تقوم قيامة السودان…

[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي