جمال علي حسن

العبودية العصرية.. قائمة جديدة نتصدرها


[JUSTIFY]
العبودية العصرية.. قائمة جديدة نتصدرها

تقارير منظمة (ووك فري) الحقوقية المتخصصة في قياس حالات العبودية الحديثة في العالم، تحظى تقارير تلك المنظمة التي تصدر من مقرها باستراليا باهتمام كبير في الأوساط الحقوقية الدولية بكونها منظمة مختصة، تستدعي التوقف جيداً عند البيانات والأرقام التي تحملها تقاريرها السنوية.

(ووك فري) في آخر تقاريرها قبل أيام قالت إن 36 مليون شخصاً بالعالم يعيشون في عبودية في يومنا هذا..

والمنظمة المعنية لديها تعريف عصري للعبودية يختلف بالطبع عن التعريف التقليدي القديم البائد بأن يكون شخص ما ملكاً لأحد، لكنها تصر على استخدام نفس المصطلح القديم بتعريف جديد للعبيد بأنهم أولئك الأشخاص الذين يتم إجبارهم على أداء الأعمال التي يقومون بها، والذين يقيدون بالديون، والذين يخضعون للبيع والشراء، والذين يتم استغلالهم جنسيا من أجل المال، والذين يجبرون على الزواج القسري أو المذل.

وهذا التقرير الذي وضع الهند والصين وباكستان وروسيا في مقدمة الدول الأعلى في نسبة العبودية فيها، كشف عن أن موريتانيا صاحبة النسبة الأعلى عربياً لكن السودان هو الدولة الأولى في العالم العربي من حيث عدد حالات العبودية بتعريفها لها 430 ألف شخص يعانون من إحدى حالات العبودية العصرية في السودان، وهو رقم مهول ومخيف ويدعو للانتباه وتفعيل الآليات القانونية وإيجاد المزيد من التشريعات الجديدة لتقليل هذه النسبة العالية.

من السهل جداً أن نسد أذننا اليمنى بـ(طينة) واليسرى بـ(عجينة) ونتهم المنظمة في نزاهتها ومصداقيتها ونصنفها بأنها تعمل وفق أجندات معادية.. لكن الشيء الصعب نسبياً والأفضل لمصلحة السودان وسمعته هو الأخذ بتلك النسب والأرقام بأعلى درجات الجدية والاهتمام وطرد وسواس المؤامرة والبدء في معالجة الكثير من الثغرات التي أوجدت هذا الرقم العالي والمخيف، خاصة وأننا لسنا وحدنا ففي دول الخليج العربي أظهر التقرير أن نسبة عالية من العبودية العصرية تحدث في دولة الإمارات تليها السعودية ثم دولة قطر أما صاحبة النسبة الأقل خليجياً فهي مملكة البحرين.

يجب أن نبدأ بدراسة النماذج التي حققت أقل النسب والأرقام في هذا التقرير ثم يتم الاطلاع على دساتيرها وقوانينها وتشريعاتها والاستفادة منها في تطبيق تجربة أفضل.

تأكدوا أن المنظومة الحقوقية هي منظومة مترابطة مع بعضها البعض وكلما حللنا عقدة من العقد نجد عقداً أخرى قد حلت من تلقائها دون الحاجة لأي مجهود.

تصحيح الأوضاع الحقوقية يتكامل مع بعضه البعض.. نريد أن يحقق السودان إنجازاً واحداً في قوائم القياس ونتائج الإحصائيات الدولية المختلفة.. نريد جائزة واحدة في أي مجال من المجالات فليس من مصلحة السودان أن يتكرر اسمه في معظم القوائم الدولية السوداء، قوائم الأوبئة والفساد وتجارة البشر والزواج القسري..

الشعب السوداني يستحق مواقع أفضل ومن السهولة بمكان أن نحقق لأنفسنا تلك المواقع واحداً تلو الآخر بالقليل من التخطيط والتركيز والجدية في معالجة الأخطاء مع الكثير من التوعية الموجهة وعدم إهمال هذه المؤشرات الدولية والتقارير العالمية فمصر القريبة منا والتي حالها من حالنا اقتصادياً واجتماعياً حققت أقل نسبة عربية في مؤشر ووك فري لهذا العام.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي