سجل يا تاريخ !!
* ذكرني أحدهم – مشكوراً – بنبوءةٍ للمقتول ظلماً محمود محمد طه ..
* نبوءة سابقة للتي كنا قد أشرنا إليها من تلقاء الترابي في (جلسة خاصة) ..
* ونبوءة محمود المذكورة تتمثل في توق إلى أن يحكم الإسلاميون البلاد حتى يعرفهم الناس على حقيقتهم..
* كان ذلك قبل انقلاب الإنقاذ بسنوات عدة والنميري لا يزال (ليل!) نظامه طفلاً يحبو بعد..
* فإن حدث التوقّع هذا- حسب نبوءة محمود- فنهاية الإسلاميين سوف تكون بـ(أيديهم!) وإلى الأبد ..
* ونبوءة مماثلة كان قد جهر بها (شهيد) مثل محمود- ثم اسمه مشابهٌ لاسمه كذلك- وهو الزميل محمد طه محمد أحمد..
* وقبل أن نذكر نبوءة محمد طه هذه نشير إلى نبوءة أخرى من تلقائه تحققت بـ(حذافيرها)..
* إنها تلك التي وثَّقها كتابةً على أخيرة صحيفته يقول فيها إن المهدي لن يجد من يدافع عنه- عما قريب- سوى بناته وعلى رأسهن رباح..
* فقد تنبأ محمد طه بتواصل انسلاخ الرموز من حزب الأمة إزاء تنامي هيمنة (آل البيت)..
*وفي الوقت ذاك لم تكن مريم الصادق قد (قفزت!) إلى منصب نائب الرئيس ..
*ولو قُدر لروح محمد طه أن تطّلع على راهن حزب الأمة من وراء الحجب لرأى أن نبوءته قد صدقت بأعجل مما كان يتوقع..
*وتبقَّت نبوءته الثانية التي فحواها أن البيت الإنقاذي سيتهاوى فوق (ساكنيه) جراء نخرٍ أشبه بما تفعل دابة الأرض..
*وتبقى التنبؤات هذه كلها- في النهاية- محض اجتهادات بشريّة تقوم على (المشاهدات)..
*هي شيء أشبه بالمنطق الفلسفي الذي يعتمد المقدمات وسيلةً لبلوغ الخلاصات ..
*والتنبؤات هذه كلّها يمكن لأهل الإنقاذ (ابطال مفعولها!) بقليل ذكاءٍ تجنباً لمصائر أنظمة مشابهة من حولنا..
*ونعني بالتشابه هنا تطاول سنوات (الكنكشة) اعتماداً على وسيلة القوة ..
*ثم ما يستتبع ذلك – بالضرورة – من ميلٍ إلى العنف والقسوة والظلم و(شهوات الدنيا!)..
*ولكني أشك في إمكان حدوث ذلك – من جانب الإنقاذ – لسبب بسيط جداً..
*فالتأريخ لم يسجل لنا سابقة واحدة لنظام (شمولي) تحول إلى الديمقراطية من تلقاء نفسه..
*فكل الأنظمة المماثلة (لا تفهم) – تماماً كما ابن علي – إلا في لحظات عمرها الأخيرة..
*أي إنها تقول لشعوبها في الزمن الضائع – بلغة أهل الرياضة – ( الآن فهمتكم !) ..
*فهل تفهمنا الإنقاذ في الزمن (الرسمي) وتجعل من التنبؤات هذه محض تمنيات؟..
*أشك في ذلك مع اصرارها على الانتخابات ذات النسبة (التسعينية!) المعروفة..
*النسبة المئوية ذاتها التي اشتهرت بها أنظمة مبارك وبن علي وعلي صالح..
*ثم اشتهرت – كذلك – بالسخرية من مثل حديثنا هذا ..
*ومن عبارات مبارك الساخرة (خليهم يتسلوا)..
*وسجل يا تاريخ (تسليتنا) هذه !!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة