ضياء الدين بلال

خارج الاسبوع


[JUSTIFY]
خارج الاسبوع

انتبهوا (أمر خطير)!
استمعت أمس لخطيب في صلاة الجمعة يسجل ملاحظة مهمة، عن تكدس عدد المساجد في الأحياء الراقية وقلتها في الأحياء الطرفية.
وضح للعيان في الفترة الاخيرة وجود تنافس محموم بين الأسر الكبيرة بالخرطوم ، بل في مرات داخل الأسرة الواحدة، تنافس في بناء وتشييد المساجد الفاخرة.
حتى الأئمة أصبحوا مثل نجوم كرة القدم لديهم فك تسجيلات في كل رمضان عبر عروض مالية وإغراءات غير قابلة للمقاومة.
أمر سيء أن تتحول الرموز الدينية لمظاهر تفاخر وتباهٍ اجتماعي يُذهب عنها بركة أفعال الخير.
لماذا لا تقوم السلطات بوضع لوائح منظمة لبناء المساجد حسب كثافة السكان، وعددها في المنطقة، حتى تتوزع بيوت الله بين أحياء الفقراء والأثرياء؟.
أخبرني من أثق فيه أنه كان شاهداً على حالة احتجاج غريبة من نوعها، رمز سياسي معروف احتج في أحد المساجد الراقية في صلاة الفجر على اصطفاف بائعي اللبن معهم في الصفوف الأمامية!
الرجل طالب بالتمييز بينهم والمصلين من سكان الحي بحجة أن ثيابهم غير نظيفة وتصدر منها روائح غير محببة!

توجد حالة خطيرة للتمايز الطبقي والاجتماعي في السودان تنذر بشر مستطير!

من صاحب الفكرة؟!

لا أعرف من هو صاحب هذه الفكرة غير الجهنمية التي تم تسويقها لولاية الخرطوم وقامت بشرائها دون فحص أو تدبر.
الخبر المنشور في الصحف يفيد بأن الولاية وجهت بقطع جميع الاحتفالات في ليلة رأس السنة لترديد نشيد العلم!

التعبير عن الانتماء الوطني لا يتم عبر الفرمانات الحكومية، بالعكس مثل هذه التوجيهات ذات الطبيعة الإلزامية قد تخلق في المقابل مقاومة سلبية.
كان على الولاية أن تعد برامج وخططا مبتكرة للاحتفاء بذكرى الاستقلال بصورة تحبب للجمهور التعبير عن انفعالاته الوطنية دون أن يشعر أن ذلك ملزم له مثل دفع العوائد ورسوم النفايات!

في مجلس الوزراء

كنا في الخميس الماضي ضيوفاً على جلسة مجلس الوزراء التي تمت فيها مناقشة مشروع موازنة 2015.
رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بكل رحابة صدر أتاح لنا فرصا واسعة لإبداء الآراء حول الموازنة المطروحة.
فكرة مشاركة عدد من الإعلاميين في اجتماعات مجلس الوزراء التي تعرض فيها القضايا والمواضيع المهمة تحمل بين طياتها احتراماً وتقديراً للصحافة من قبل أعلى مركز في السلطة التنفيذية.
أكثر ما كان مبشراً في الموازنة الجديدة أنها جاءت بلا أعباء اضافية على المواطن مع اهتمام مقدر بالشرائح الضعيفة.
كانت ستكون موازنة محبطة إذا مضت في اتجاه المعالجات الكاوية عبر سياسة رفع الدعم وزيادة الضرائب.
أكثر ما يميز وزير المالية بدر الدين محمود أنه اقتصادي واقعي وموضوعي في التبشير والتخويف، يضبط كلماته بدقة الأرقام والمعادلات الحسابية ويتجنب بمهارة استفزاز الجمهور بعبارات مثيرة للعطاس!

عن ود بلال

تلقيت في الأسبوع الماضي رسالة مهمة من الأستاذ الصحفي الكبير السر سيد أحمد المقيم حالياً بكندا.
السر يعتبر من أميز الصحفيين السودانيين في الصحافة العالمية ومن الأسماء التي يصعب تجاوزها في الحديث عن اقتصاديات النفط.
علق السر على عمودي الذي جاء تحت عنوان (اضبط خبر سعيد) عن تجربة قرية ود بلال في الجزيرة والتي فازت في مسابقة عالمية في ابوظبي بجائزة أفضل تمويل أخلاقي مع بنك الخرطوم مقدمة من بنك أبو ظبي الإسلامي، وشركة رويتر/ تومسون العالمية.
إليكم نص الرسالة:
أستاذ /ضياء

سعدت بقراءة عمودك عن قرية ود بلال وأرجو أن يتسع صدرك لعتاب أخوي. فهذا موضوع كان يستحق مانشيتاً في الصفحة الأولى كخبر بعد فوز القرية ومشروعها.
يبدو أن هذا لم يحدث ربما لأسباب موضوعية أنت أدرى بها مثل غيابك خارج البلاد خلال الفترة الماضية، لكني أشير تحديدا إلى سيادة ثقافة اللهاث الإعلامي خلف السياسيين الذين تتناسل أقوالهم وأفعالهم بلا فائدة وتسهم وسائل الإعلام عن قصد أو بدونه في هذا بتغطية (فعائلهم) و لا أقول أفعالهم.
أرجو أن تسعى جهدك الى إيلاء ما يجري خارج حوش السياسة وخارج الخرطوم قدرا أكبر من الاهتمام لا يرتبط بوجودك شخصيا وإنما يصبح جدول أعمال ثابتاً لكل أسرة التحرير بالصحيفة.

أعتقد أن الوقت لم يفت لسلسلة من التحقيقات حول ما جرى ويجري في ود بلال بأكبر قدر من التفاصيل، فالكثيرون قد لا يعرفون حتى موقعها على الخارطة وبإلقاء المزيد من الضوء على ما جرى فعلا ، في مواجهه تقاليد التمرد ورفع البندقية، وإنما أهم من ذلك أن الناس يمكنها عمل شيء مفيد لها ولقراها ولصالح بلدها بدون انتظار الحكومة.
تحياتي للجميع.
السر.
أخيراً:

سأكتب غداً بالتفصيل عن سبب توقيف أعمدة (الظافر وبيت الزجاج).
[/JUSTIFY] [EMAIL]diaabilalr@gmail.com[/EMAIL] العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني