مرحلة الترليون

كم صفراً في (الترليون)؟ العبدلله يجزم بأن أكثر من تلاته أرباع سكان الكرة الأرضية لن يستطيعوا الإجابه علي هذا السؤال وبالتالي تلاثة أرباع (السادة القراء) لن يستطيعو فعل نفس الشئ .. والسبب في غاية الوضوح والبساطة وما عايزه ليها (درس عصر) فنحن نتعرف على الأعداد التي نتعامل معها وإلى عهد قريب لم نكن نعلم أن (للمليار) تسعة أصفار لولا (أثرياء الغفلة) ولعيبة الكورة الأجانب !
من الآن فصاعداً عزيزي القارئ سوف تضيف إلى معلوماتك معلومة جديدة بفضل (الفساد) وإنعدام (الذمة) والتساهل مع إدارة المال العام وسوف تزيل أميتك (الحسابية) وتعلم بأن (الترليون) به إثنا عشر صفراً أي هو مليون المليون (يعني مليون مليون مره وكده) !

هذه المعلومة التي سوف تضيفها إلى (الميموري بتاعتك) جاءت عن طريق تصريح أدلى به السيد المراجع العام أمام البرلمان مؤخراً افاد فيه بأن جملة العهد والأمانات والسلفيات والمديونيات التي خرجت من خزينة الدولة ولم ترد خلال الفنرة من 2009م وحتي 2013م هي 5,7 (ترليون جنيه) بالقديم- !!
العبدلله يعتقد أنها المرة الأولي في تاريخ (مكتب المراجع العام) منذ الإستقلال التي يرد فيها هذا الرقم الذي يحتوي على دستة من الأصفار .. وإذا كان شاعر النظام المايوي قد قال في أحد اناشيده ممجدا ذلك النظام (وريتنا جديد ما كان علي بال) .. فهذا الرقم (جديد لنج) وأجزم أنه لم يرد في أي تقرير حسابي للدولة من قبل وعليه فقد (ورانا) السيد المراجع العام جديد ما كان على بال !
لعل رجل الشارغ يسأل : ما الذي يجعل الدولة عاجزة عن إسترداد العهد والأمانات والسلفيات والمديونيات حتي تبلغ هذا (الرقم) الترليوني ؟ الإجابة ببساطة شديدة إنه التساهل في التعامل مع المال العام .. (ما عام وكده) ، ولعل السؤال الأكثر موضوعية .. كيف يمكن إسترداد هذه (الترليونات)؟ كم من الوقت نريد؟ وكم من الجهد ؟ وكم (بلاغ) وكم (معلن) وكم (شرطي) وكم (قاض) وكم (جلسه) وكم (سجن) يتطلبه إسترداد هذه الأموال (الترليونية)!!
هل سال أهل الشان (من مسؤولين) أنفسهم عن كيفية خروج هذه العهد والأمانات والسلفيات والمديونيات
من (بيت مال المسلمين) ,وما هي الضمانات التي بموجبها خرجت؟ وكم عدد (الأقوياء الأمناء) الذين (ناموا بهذه الترليونات)؟
لقد أصبح تقرير المراجع العام الذي يدلي به سنويا أمام البرلمان مكرراً ومعاداً ومملاً في ذات الوقت لا تتغير فيه إلا (الأرقام) فلا أحد يتابع ولا أحد يحاسب فقد أصبح (الإعتداء على المال العام) في هذا العهد الميمون شيئاً طبيعياً لا يثير أي (غبار) بل لا يجد أي شجب أو إستنكار (حتى) من (نواب) برلماننا الذين طالما إستنكروا (الواقي الذكري والختان) وحضور المغنيات !
جاء في تفسير الطبري في تأويل قوله تعالىومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة سورة آل عمران ..

قال أبو جعفر : يعني بذلك تعالى ذكره : ومن يخن من غنائم المسلمين شيئا وفيئهم وغير ذلك ، يأت به يوم القيامة في المحشر . كما جاء في الحديث الشريف :

حدثنا أبو كريب قال : حدثنا ابن فضيل ، عن يحيى بن سعيد أبي حيان ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه قام خطيبا فوعظ وذكر ثم قال : ألا عسى رجل منكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء ، يقول : يا رسول الله ، أغثني! فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك! ألا هل عسى رجل منكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس لها حمحمة ، يقول : يا رسول الله ، أغثني! فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك! ألا هل عسى رجل منكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت ، يقول : يا رسول الله ، أغثني! فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك! ألا هل عسى رجل منكم يجيء يوم القيامة على رقبته بقرة لها خوار ، يقول : يا رسول الله ، أغثني! فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك! ألا عسى رجل منكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق يقول : يا رسول الله ، أغثني! فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك !