منى ابوزيد

أرجوك .. لا تفهمني بسرعة ..!

أرجوك .. لا تفهمني بسرعة ..!
[JUSTIFY] “لك طريقك، ولي طريقي، أما الطريق الصحيح، الطريق الوحيد، فهو غير موجود” .. فريدريش نيتشة!
باعتبارك مواطناً، وناخباً، ودافع ضرائب في هذا البلد، هل تذكر أنك قد انْبريتَ يوماً، أو أعلنت موافقتك، توقيعاً، أو شفاهة، – أو عبر نوابك في البرلمان – على أن تتبنى حكومة بلادك المواجهة مع دولة معادية، فتُلقي بأرواح مواطنيك تحت مرمى نيران جيش دفاع لا قبل لقواتك بمواجهته، ودفاعاً عن قضية شعب آخر بات منقسماً هو نفسه حول كيفية الدفاع عنها ..؟!
هل فوضت يوماً حكومة بلادك كي تقيل عثرات الآخرين بالإنابة عنك – بينما تقبع أنت تحت أنقاض خيباتها الخارجية وانفجاراتها اقتصادية (التي وضعت خروف العيد “خروف الله والرسول” في قائمة الذهب والنفائس التي يتطلب توفيرها أن تقترض وفقاً للفتاوى المؤدلجة) ..؟!
هل فوضت يوماً قيادات حكومة بلادك بعد نقاش مستفيض أن تتولى تكثيف أرصدة الثواب الإلهي – إنابة عنك باتخاذ المواقف الاستشهادية والسياسات الانتحارية، التي تجلب عليك وبال الإنفجارات في مواسم الوقفات والأعياد ؟! .. هل أعربت لحكومتك يوماً عن قلقك بشأن تزكية روحك؟! .. هل اقترحت عليها أن تتطهر من ذنوبك بنيران القذائف؟! .. هل وقعت على أي وثيقة تثبت قلقك بشأن اقتراب موعد نصرك على أعداء أمة عندها “ستين رأي” في انبراءات قياداتك السياسية وتصدرها لزعامة قضاياها ..؟!
هل السودان – اليوم مؤهل لمعاداة إسرائيل – اليوم – بعد تغيير ملامح القيادة الفلسطينية وتحول الصراع فيما بينها على السلطة إلى قضية أولى طغى ضجيجها على أنَّات القضية الأم ؟! .. وبعد مبادرة الملك عبد الله التي جعلت من تطبيع العلاقات مع إسرائيل والاعتراف بها مقابلاً لعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان؟! .. هل فوضت حكومة بلادك للتعبير – بمواقفها السياسية الرسمية – عن رفضك الصارم لمضامين تلك المبادرة التي نالت تأييداً عربياً كامل الدسم ؟! ..
هل القضية الفلسطينية اليوم هي ذات القضية التي كانت قبل متغيرات أواخر القرن الماضي ..؟! .. هل الذي تريده القضية الفلسطينية من السودان – اليوم – هو ذات الذي كانت تحتاجه في أواخر القرن الماضي ؟! .. ثم أين هي حكومة بلادك من إعلان الجهاد ضد الفقر القاتل والجوع الكافر .. أين هي من التحالف مع الإصلاح لتحقيق الأنقاذ ..؟!
بالإنابة عن أي شعب إذاً كان يدعو كرم الله عباس، وعبد الحميد موسى كاشا، وشريف محمدين وبعض نواب المؤتمر الوطني في المجلس الوطني إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل كضرورة مرحلة على الأقل – وأسوة بحال معظم الدول العربية، وتجنباً لكثير من المحن السياسية ..؟!
ثم ثانياً: لا تقل لي أنك لم تصادق – كتابة أو شفاهة أو عبر نوابك في البرلمان – على قرار عقد قرانك السياسي والعسكري الجديد .. أو أنك لم توكل حكومتك بأن تحج إنابة عنك إلى أرض الحرمين وأن تتسوق باسمك في بلاد الفرس ؟! .. إن كان الحال كذلك فأنت تستحق .. وهنيئاً لحكومتك ..!

(أرشيف الكاتبة)
[/JUSTIFY]

الكاتبة : منى أبوزيد
[email]munaabuzaid2@gmail.com[/email]