الطاهر ساتي

النيل والبحر.. متى يلتقيان؟!

[JUSTIFY]
النيل والبحر.. متى يلتقيان؟!

:: عند افتتاح فعاليات النسخة الثامنة لمهرجان السياحة والتسوق بولاية البحر الأحمر، وعد الفريق أول ركن بكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية، أهل الولاية بمشروع مياه النيل.. ولكن -كنت مع الجماهير التي امتلأت بها مدرجات استاد بورتسودان- لم يجد الوعد الرئاسي بتنفيذ هذا المشروع الإستراتيجي (حماساً جماهيرياً)، ولم يهتفوا أو يصفقوا كما كان الحال في وعود احتفالات (الأعوام الفائتة).. ولهذا، أي لأنه شعر بلا مبالاة الجماهير وصمتهم أمام هذا الوعد، قطع النائب الأول لرئيس الجمهورية خطابه وتساءل: (إنتو ما مصدقين ولا شنو؟)..!!
:: وللجماهير حق الصمت واللامبالاة.. لقد تكرر الوعد المركزي بمد البحر الأحمر بمياه النيل أكثر من عشرين مرة في هذا المكان، وليس من العقل أن يتواصل التهليل والتصفيق.. بل، بعض الأعمام بمديتني بورتسودان وسواكن -وهم من الذين عاصروا كل الحكومات السابقة- يؤكدون أنهم سمعوا هذا الوعد الحكومي وهم تلاميذ بالمراحل الأولية، وهذا يعنى أن مد البحر الأحمر بمشروع مياه النيل أسطوانة مركزية بعمر استقلال السودان.. ولهذا، لم تعد هذه الاسطوانة تطربهم..!!
:: ولكن، يبدو أن هذا الوعد الأخير يلامس بعض (وقائع الواقع).. ولهذا كان لسان حال الزملاء في مؤتمر صحفي عقده صلاح سرالختم وزير المالية بالبحر الأحمر: إن يأتِ المشروع أخيراً خيرٌ من ألا يأتي نهائياً.. وحسب إفادة وزير المالية، تكاليف المشروع (470.000.000 دولار)، ويتم التنفيذ على ثلاث مراحل، وتم فتح العطاء لإحدى المراحل بميزانية قدرها (50.000.000 دولار).. ووافقت الشركة الصينية التي كانت قد نالت عطاء المشروع واستلمت مقدم التكاليف على (إنهاء تعاقدها).. تركيب الطلمبات مرحلة، وكذلك مد الأنابيب، ثم تركيب الخزانات الرئيسية في محطات الولاية.. واللجان الهندسية والفنية في مرحلة تحديد مسار الأنابيب..!!
:: فالمشروع إستراتيجي، وكان يجب ان يكون موازيا في اهميته واولويته- لمشروع البترول، ولكن للاسف تم الزج به في اتون صراع مراكز القوى الاتحادية، ولذلك لم يبارح محطة (الخطب السياسية) و(احلام الناس).. وكان صادما ذاك التصريح الصادر من أسامة عبدالله: (ده مشروع سياسي)، وهو ليس كذلك، ولكنه كشف بعض المراكز التي كانت تحول دون تحقيق هذا المشروع الاسراتيجي.. وعلى كل حال، لقد اجتهدت حكومة طاهر ايلا وأصابت، وحققت من الانجازات والنجاحات ما لم تحققها ولايات السودان الأخرى.. ويكفي انها انجزت بنية تحتية جاذبة للاستثمار والمستثمرين.. كل محليات الولاية تم ربطها بعاصمة الولاية بطرق معبدة، وتجاوز مشروع الكهرباء القومية محلية بورتسودان لتنير ثلاث محليات اخرى بعد اكتمال شبكتها الداخلية.. وغير ولاية البحر الاحمر، لم تحقق اي ولاية في اجلاس التلاميذ وكفالة الايتام نسبة (100%)..!!
:: وكل هذا بموارد ذاتية احسنوا في اداراتها واستغلالها لصالح انسان الولاية.. لقد ظلم مهرجان السياحة حكومة الولاية وغطى على مشاريع تنموية واجتماعية لا تقل ضخامة عن المهرجان.. مشروع قوارب الصيد، انتشل مئات الاسر من الفقر، وهذا على سبيل المثال.. وليس من رأى كمن سمع، وليس من شاهد كمن تخيل.. ولا خير فينا إن لم نقل بأن هذه الحكومة الولائية في اطار سلطاتها ومواردها- قدمت الكثير لانسان الولاية، ويكفي أن عاصمة ولايتهم تتهيأ لاستقبال أهل السودان من كل الولايات في اطار مشروع (توطين السياحة).. ولكي يتحقق حلم إنسان البحر الأحمر، على السلطات الاتحادية أن تعمل بذات صدق وإخلاص الحكومة الولائية في مشروع (مياه النيل)..!!
[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]