جمال علي حسن

يحترق السودان ليرضى سيدي


[JUSTIFY]
يحترق السودان ليرضى سيدي

ما يقوله القيادي الشعبي كمال عمر اليوم بأن خيارات تغيير النظام بالقوة هي خيارات سيئة ليست قناعة جديدة عند كمال عمر لكنها فقط موقف وخطاب جديد يختلف عن مواقفه ومواقف الترابي في مرحلة القطيعة السياسية بينهم وبين النظام والتي انتهت الآن، فالرجل حتى وقبل مرحلة التفاهم والتقارب بين حزبه والحزب الحاكم مؤخراً كان بالضرورة يدرك هو وغيره هذه الحقيقة التي يتحدث بها الآن ويدرك أن اقتلاع النظام بالقوة سيدخل السودان في دوامة حريق شامل تجعل مقعد الحكم الذي سيخلو بعد ذلك متاحاً فقط لأصحاب البنادق.

وكذلك الصادق المهدي وقادة الكيانات المعارضة الذين اختاروا التحالف مع حملة السلاح، هم أيضاً على قناعة كاملة بما يتحدث به كمال عمر الآن بأن خيارات البندقية ستجعل السودان يعيش ما تعيشه ليبيا وسوريا واليمن والعراق.. لكنهم لا يقرون الآن بذلك الأمر المعلوم لديهم جيِّداً.

وحديث كمال عمر هذا نفسه قاله الصادق المهدي العام الماضي حين كان خياره مختلفاً عن خياره الآن؛ ففي إرشيف تصريحات الصادق المهدي في يونيو الماضي تحذير من الدخول في حرب جديدة حال نجاح الجبهة الثورية في تغيير النظام بقوة السلاح، واشترط الصادق في تلك التصريحات أن يتم التغيير بما يسميها القوة الناعمة والرهان على الحل السياسي والالتزام بوضع السلاح جانباً .

ماذا حدث الآن؟، هل تحولت الرصاصة التي كان يحذر منها الصادق تحولت إلى قوة ناعمة مثلا وإلى كائن رحيم ولطيف وناعم؟ أم تحول الصادق إلى كائن متوحش لا يبالي بما حذر هو نفسه منه من مآلات سيئة ونتائج وخيمة وحروب جديدة في حال نجاح الجبهة الثورية في تغيير النظام بالسلاح ووصول تلك القوى إلى السلطة؟

هل نصدِّق التحذير الأول ونتجنبه وبالتالي نعتذر كمواطنين وكشعب عن التعامل مع خياراتكم الجديدة سيدي الصادق ونعتبرها مجرد خيارات انفعالية وحماقات وليست خيارات موضوعية وقناعات.. ثم نعذركم أو لا نعذركم؟

أم ننسى كلام (سيدي) الصادق القديم ونتعامل بما أوحت به إليه نفسه مؤخراً بأن نؤيد نداء السودان وننتظر جيش الجبهة الثورية عند أبواب الخرطوم بالزهور والورود ومراسم التتويج، ونقبل بأن نعيش في حالة ليبيا وسوريا واليمن لنكرم ونرضي مقام (سيدي) الصادق و(سيدي) أبو عيسى؟ .

استمعوا إلى ابنكم الصغير كمال عمر فهو يتحدث بلسان العقل والمنطق والواقع وأنتم تعلمون ذلك تماماً بل أكثر منا ومنه هو نفسه.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي