حيدر المكاشفي

الحركة الاسلامية .. ( محتاجة عمرة وصنفرة )

[JUSTIFY]
الحركة الاسلامية .. ( محتاجة عمرة وصنفرة )

قيل أن الدكتور نافع علي نافع القيادي بالحزب الحاكم مساعد الرئيس السابق ، طالب في مخاطبة له الأول من أمس ، منسوبي الحركة الاسلامية بالتطهر من الاثام والتزكية و ( الصنفرة ) …وكلمة ( صنفرة ) التي أتى عليها القيادي الاسلامي الكبير، ردتني نحوا من سبع وعشرين عاما للوراء ، لأتذكر تلك ( الطقطوقة ) الغنائية الكوميدية التي كانت شعارا ومقدمة لسلسلة مسرحية بعنوان (بالله شوف ) كان يعرضها التلفزيون عامذاك، وكان أحد مقاطع تلك الطقطوقة ان جازت التسمية، يقول في وصف عربة مكعكعة ومكركبة تعاونت على ( دفرها ) مجموعة من السواعد أنها ( محتاجة عمرة وسمكرة )، وليس هذا هو المهم، اذ أن المهم هنا هو أن ما ذكرناه بشأن تلك الطقطوقة ، انما كان أحد مظاهر محاولات الاسلاميين لاختراق المجالات الفنية والمسرحية التي يعانون فيها ضعفا بائنا وظلت باستمرار تشكل عقدة عندهم، فكان أن أنشأوا عام (1987 ( تقريبا فرقة تحت مسمى ( نمارق للآداب والفنون )، كان رئيسها السموأل خلف الله وزير الثقافة الحالي ، وشاعرها الذي يدبج لها القصيد والأناشيد والأماديح أمين حسن عمر، وربما كان يشاركه النظم الشاعر أيضا صديق المجتبى ، ومن أبرز قياداتها الأخرى الزميلان العزيزان عادل الباز وخليفة حسن بلة ووصال ناصر بالاضافة الى المرحوم فراج الطيب وآخرين ….

وعودة الى مطالبة نافع ( اخوانه في الله) ب ( الصنفرة )، نقول ربما جادله اسلاميون آخرون واعترضوه بسؤال كبير ( وأين هي الحركة الاسلامية؟ ) ، ففي رأي قطاع ليس بالهين منهم، أن الحركة الاسلامية قد ماتت وشبعت موتا وتم تشييعها الى مثواها الأخير، منذ لحظة اعلان أمينها العام الدكتور الترابي حلها وتوزيعه المصاحف على شيوخها وكبرائها في ذاك اللقاء الشهير الذي انعقد بعيد انقلاب الانقاذ بقليل، وما هو قائم الآن لا صلة للحركة الحقيقية والحقة به، بل هو محض مشروع سلطوي ذرائعي تلبس شعارات الاسلام وتخفى خلفها والحركة بريئة مما يدعون، فيما يمكن أن يحاجج قسم آخر منهم بأن أمر استعادة الحركة المنهوبة برأيهم، لم تعد تنفع فيه لا ( صنفرة ولا كوفتة ولا كوفير)، من شاكلة تلك المحاولات النوستالجية الساعية لاستعادة التنظيم المغيب ومرجعيته المسلوبة ، لأن ذلك برأي هؤلاء، الذي كثيرا ما قرأناه عنهم وسمعناه منهم لن يغير شيئاً بلا مراجعة فكرية جذرية حاسمة، واعتراف بداء الاستبداد الذي جلبه الانقلاب، والعمل على إصلاح حقيقي، يبدأ بأداء الأمانة إلى أهلها، أي إلى الشعب السوداني ليختار بكامل حريته وملء إرادته نظامه السياسي، وتحمل المسؤولية عن أية تجاوزات … فيا دكتور نافع أن بقاء الوطن أكبر وأهم من بقاء أية حركة أو تنظيم أو حزب ، ولعلك لا تخالفنا الرأي في ذلك، وعليه تبقى (الصنفرة) المطلوبة، هي صنفرة الوطن مما علق به من بلاوي ومصائب أورثتموها له قبل أية صنفرة أخرى
[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي