مهنية محجوب عروة ..!!
:: وقبل التعقيب على عروة، نسأل التيار إن كانت من الأخلاق والمهنية أن نأتي بخصومها ليقيًموا سياساتها التحريرية هنا، وخاصة أن لها من الخصوم من بلغ فجورهم حد الإعتداء على رئيس تحريرها في نهار رمضان؟.. يبدو أن عثمان ميرغني لم يتعلم آداب المهنة وأخلاقها من دروس الأسابيع الفائتة، ولن يتعلمها مهما كانت الدروس مؤذية لكل تاريخ الصحافة السودانية وحاضرها ومستقبلها..هذا، أوربما المهنية التي يتشدق بها عثمان ميرغني هي أن تنهش صحيفته – يومياً – لحوم الصحف الأخرى بالحوارات والمقالات ومساحة الهمز والغمز المسماة ب (شارع الصحافة).. فليعلم، ليس من العسر أن ندير حواراً مع البروف عبد اللطيف البوني وبقية الناشرين الذي أسسوا التيار – وسقوها في المهد مالاً وفكراً – ليقيًموا تيارهم التي لفظتهم بعد (سن البلوغ)..ولكن لن نفعل، فالسوداني تختلف وكذلك قارئها، ولذلك تعض بالنواجذ فقط على قضايا الناس والبلد ، وتغض طرف الترفع عما دونها ..!!
:: أما مهنية عروة – حسب النص أعلاه – فهي رفيعة جداً وعالية الجودة .. مهنية لا تسطيع أن تفرق بين المواد التحريرية و(الآراء الحرة)، فالسوداني – في أخبارها وتقاريرها وتحقيقاتها – لم تقف مع طرف ضد الآخر في قضية كومون ومحمد الحسن الأمين، ولكن بعض أقلامها كتبت من الآراء الخاصة ما تراها صواباً دون أن تنتهك حق الآخرين في الرأي المضاد، وهذا ما لم تستوعبه مهنية عروة .. ثم تعيبناً مهنية عروة على إنقاذ شركة من براثن هجوم جائر – وبلا أدلة – بغرض تفكيكها وتشريد شبابها بلا أي جريمة غير أنها ألزمت المهاجم بلوائح حركة المارة والسيارة أمام صالات المطارات وأجبرته على إخراج سيارته الخاصة من المكان غير المخصص لها، أو كما يفعل كل الركاب..لو كانت المنصة التي انطلقت منها قضية النائب البرلماني منصة عامة لما إنتقادناه، ولكن الرجل إختزل (العام في الخاص)، وهذا ما يجب أن يكون مرفوضاً في العمل العام، ما لم يكن للعمل العام معنى آخر عند (مهنية عروة)..!!
:: ثم من المعيب – مهنياً – أن يحكم قامة في حجم عروة ضد شركة كومون و غيرها من الشركات والشخوص وقضاياها بحجة ( تحوم حولها شبهات)..فالمهنية التي عرفناها في الصحافة – طبعا بعد نصف قرن من معرفة عروة – لا تحكم على الأشياء والقضايا أو تطرحها للرأي العام بالشبهات و( قالو لي، وقلت ليه، وسمعت).. ولكن، تحكم عليها وتطرحها مرفقة بالأدلة والوقائع، وذلك لأن القلم أمانة وما يخرج منه – ضداً كان أو مع – مسؤولية..هذه صحافة يا عروة، وليست مجالس قطيعة ونميمة..ولكي تكون مهنيتك مفيدة لي وللناس والبلد، أطالبك – كقارئ – بحذف ما أسميتها بالشبهات من مهنيتك، وأن تستبدلها بالحقائق، وذلك حتى لا يبدو حال أسطرك كحال الذي يفتح فمه ليخرج الكلام ..( لا إرادياً)…!!
صحيفة السوداني