شعيرية انتخابية !!

[JUSTIFY][SIZE=5]*عجيب أمر من يسودون مساحاتٍ صحفية- وأثيرية- بكلام كثير تحت مسمى (التحليل)..
*ونعني بالتحليل هنا التحليل السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي لقضايانا الداخلية..
*فهي أصلاً ليست قضايا قابلة لمنهج التحليل العلمي كيما تحتاج إلى كل (قومة النفس) هذه ..
*ليست قضايا تخضع للمنطق والعقل و(التفلسف) كقضايا غيرنا من أهل الأرض أجمعين..
*ليست قضايا واقعية إلا بمقدار فهم (واقعية) حادثة ابن منطقتنا ياسين (العوير) في مناسبة فرحٍ ليلية..
*فياسين هذا كان قد جعل الشعيرية (أول) – وليس (آخر) – ما يُؤكل فور أن وُضعت صينية الطعام أمام النفر الذين يجالسهم ..
*وما أن حشر الملعقة في فمه حتى انتفض طائفاً حول الجالسين مرات ثلاث قبل أن ينطلق نحو جوف الظلام كما السهم..
*وطفق (المثقفاتية) من الشباب يتدارسون – بجدية مضحكة – أمر ياسين بقية ليلتهم تلك ..
*فمنهم من قال إن سخونة الشعيرية التي كانت (من نارها) هي السبب..
*ومنهم من قال بل إن تذكره لأمه – وقد حرمها المرض من الشعيرية التي تحبها – هو السبب..
*ومنهم من قال لا هذا ولا ذاك وإنما هو تصرف يتسق مع (عوارة) ياسين دونما حاجة إلى سبب..
*وكان (تحليلاً) اجتماعياً ونفسياً وغذائياً من العيار الثقيل ..
*تماماً مثلما يُرهق بعض زملائنا أنفسهم بتحليلات لقضايا عبثية غير ذات أسباب عقلانية..
*و(المحلل) السياسي حسن مكي سبق أن قال أن الإنقاذ صارت مثل التنين الذي ليس له رأس..
*فكثير من أصحاب القرار – في زماننا هذا – يتصرفون بعقلية (اتحادات الطلبة!) ما زالوا ..
*وعقلية مثل هذه يصعب (تحليل) قراراتها وفقاً لحسابات المنطق..
*لا المنطق الأرسطي ، ولا الرمزي ، ولا الرياضي …
*ولا – بالضرورة – منطق التحليل الصحفي …
*وذات مساء قابلت (محللاً) متجهاً نحو فضائيةٍ ما للمشاركة في (تحليل) قضية ذات جدل..
*فلما سألته عما يمكن أن يقوله إزاء قضية مثل هذه أجاب ضاحكاً (والله بصراحة ما عارف ) ..
*وحق له ألا يعرف إن كانت قضايانا في مثل (لولوة الشعيرية)..
*وربطاً بين الشعيرية هذه وعدم عقلانية قضايانا نختم بطرفة (نوبية) ذات صلة بكليهما..
*أي الشعيرية من جهة، وافتقار قضايانا إلى التحليل المنطقي من جهة أخرى..
*فقد طالب نسوة القرية بسرعة إحضار الشاي (التقيل) لصبي لدغته عقرب..
*فما كان من الصبي إلا أن صاح فيهن (شايقا موقوس ، شئيرية ترِك ديننا)..
*أي بعاميتنا المستعربة ( شاي بتاع مين؟ أنا عاوز شعيرية)..
*وحكومتنا الملدوغة الآن (عاوزة شعيرية انتخابية)..
*وحوار (ترِك ديننا !!).

[/SIZE][/JUSTIFY]