مصطفى أبو العزائم

قصرنا… يوم الفداء.. كيف بدا


في ذكرى تحرير الخرطوم يوم السادس والعشرين من يناير الحالي، والذي يصادف يوم الإثنين المقبل، يتم إفتتاح المبنى الرئاسي الجديد داخل ساحة القصر ا لجمهوري (الأصل) والذي تم بناؤه في عهد التركية السابقة، وشهد مقتل غردون آخر حاكم للسودان في عهد التركية السابقة التي لفظت أنفاسها في السادس و العشرين من يناير عام 1885م ، أي قبل نحو مائة وثلاثين عاماً.

المبنى الرئاسي الذي سيتم إفتتاحه يسميه البعض القصر الجمهوري الجديد، وهو حقيقة قصر جديد، نأمل ألا يحمل بعض صفات القصر القديم الذي أرتبط بحوادث عديدة، لكن الذي كان يشفع له دائماً أن علم الاستقلال تم رفعه من داخله.. لكن كل مبانيه الأصلية لم تكن أكثر من حلقة من حلقات ماضي الذكريات. تدشين المباني الرئاسية الجديدة يستوجب الشكر لله رب العالمين، الذي سخر لدولتنا هذا، وما كنا له مقرنين، ويدعونا إلى أن نشعر با لفخر والإعزاز لأن حكومة وطنية من حكوماتنا كان لها من الجرأة والإقدام ما يؤهلها لاتخاذ هذا ا لقرار الذي لا يعني (شطب) الماضي بـ (جرة قلم) ولكنه يعني رسم خط وطني جديد وحقيقي داخل مساحة قديمة موروثة لم يستطع أي نظام حكم وطني سابق أن يعمل على إنشاء مبنى جديد داخلها، حتى نعطي أنفسنا فرصة إعادة ترميم وتأهيل مباني القصر الجمهوري القديم، والتي نرى أن جزءاً منها أصبح آيلاً للسقوط. ما فعلته الحكومة بانشاء هذا القصر الجديد لم يكن إلا استجابة لما يريده الكثيرون من أبناء هذا المجتمع.. والمجتمعات دائماً تكون أوسع من الحكومات والأحزاب، وتكون أهدافها العليا دائماً أكبر من أهداف فئة أو جماعة أو فرد لذلك نتمنى لو أن قصة هذا القصر سجِّلت بالصورة والصوت من أجل التوثيق، ومن أجل الذكرى التي تنفع المؤمنين ، وحتى نحفظ تاريخنا للأجيال المقبلة مكتوباً ومرئياً ومسموعاً.. وقد سبق لنا أن كتبنا عن هذا الموضوع قبل الشروع في بناء ا لمباني الجديدة تحت عنوان (من كتشنر إلي البشير) ليتنا فعلنا ذلك.

اللهم أحفظنا وأحفظ بلادنا وأحمنا وأحم بلادنا وأغننا بما عندك عما عند الغير وأنر طريقنا نحو الحق والخير في الدنيا والآخرة .. آمين.