جمال علي حسن

قنابل مصر.. المستفيد هو الفاعل


[JUSTIFY]هل تقبلون بالتحليل الذي ينظر إلى الأحداث التي تشهدها مدن ومحافظات مصر هذه الأيام ومع حلول الذكرى الرابعة لثورة يناير.. التحليل الذي يعتبر هذه الأحداث مصنوعة بواسطة أجهزة النظام المصري في رسالة من النظام لشباب الثورة المصرية الآخرين من غير الإخوان بأن الدولة تواجه عمليات إرهابية، وبالتالي يجب عليكم أيها الشباب المصري المعارض أن تفهموا أن استمرار نشاطاتكم المعارضة يخدم تنظيم الإخوان المسلمين، ويجب عليكم أن تتفهموا ضرورة استخدام النظام لأقسى آلات القمع والكبت للشعب المصري بذريعة مكافحة الإرهاب.!

إن الواقع الذي يؤكد أن هناك الكثير من الشباب المصري الذي لا علاقة لهم بتنظيم الإخوان المسلمين يتم اعتقالهم واتهامهم بأنهم يعملون لمصلحة الإخوان..

والواقع الاقتصادي الذي يتحدث عن انخفاض سعر الجنيه المصري إلى مستويات غير مسبوقة مقابل الدولار.. ويتحدث عن ظروف معيشية طاحنة يعيشها الشعب المصري وفقر وتراجع في مستوى الخدمات وضغوط متنوعة، بجانب القبعة القمعية التي يرتديها النظام.. هذا الواقع بتفاصيله يجعل ذلك التحليل وجيهاً ومنطقياً باعتبار أن النظام المصري لم يجد أنفع وأجدى من استخدام ورقة الإخوان للضغط على الشباب المعارض ولإحكام السيطرة ومنع اتساع ميدان المعارضة من شعب كان قد ثار على نظام مبارك حين أراد لنفسه الحياة.. وبالفعل استجاب له القدر وحقق ثورته، لكنه وبكل الأسف لم يهنأ بها يوماً واحداً.. لا أمناً ولا استقراراً ولا هدوءً في حياته خلال الأربع سنوات الماضية .

شعب كانت مجموعات كبيرة منه قد نظرت إلى عهد مرسي باعتباره أقل بكثير من طموحات ثورته فأعادوا الكرة عليه وخرجوا في 30 يونيو.. خرج من لا يقبل بسقوفات متدنية في طموحاته الثورية، فكيف سيحتمل هؤلاء الآن كل هذا التراجع والتدهور المريع الذي تشهده بلادهم في عهد عبد الفتاح السيسي..

السيسي يجب أن ينظر للشعب المصري الذي لا ذنب له فيما يحدث، ينظر لفقراء مصر والبطالة ومن يشعرون بالضياع، بل لكل من كانوا قد واجهوا ظلم مبارك وثاروا حاملين أرواحهم على أكفهم وفتحوا صدورهم لاستقبال الرصاص..

هؤلاء لم يثوروا على عهد مبارك عبثاً وبلا هدف لثورتهم.. بل أرادوا التغيير والتصحيح لبلادهم لهم ولأجيالهم القادمة.. ما ذنبهم وهم يدفعون الآن كل هذه الكلفة الباهظة ثمناً لتمكين نظام غير قادر على توفير أبسط احتياجات حياتهم..

انخفض معدل النمو الاقتصادي في مصر إلى واحد وكسر بالمائة.. وتفاقمت مشكلة البطالة لتبلغ نسبتها أكثر من 13 بالمائة وأغلق أصحاب الكثير من المحلات متاجرهم.. وأنهت الكثير من الشركات أعمالها في الأشهر الماضية بسبب الركود وسوء الأوضاع الأمنية..

القضية الآن ليست هي قضية نجاح في ممارسة القمع.. ولا تقاس نجاحات الأنظمة بمدى قدرة أجهزتها الأمنية على قمع الشعوب أو نجاحها في مهمة المطاردات اليومية والملاحقات والاعتقالات للمعارضين سواء أكانوا من الإخوان أو غيرهم.. القضية هي قضية معايير وبيانات وإحصائيات ونسب واضحة تبين للحاكم والمحكوم التقييم الموضوعي لأداء الحكومة، فالحكومة الفاشلة لن يعتبرها المواطن ناجحة مهما حاولت أن تجمل وجهها لأن الفشل غير قابل للإخفاء والمواربة ..

ولذلك فإن الشكوك في أن تكون أحداث الأيام الماضية في مصر مصنوعة ومفبركة في ظني شكوك منطقية ومن الراجح أن تكون هي الصحيحة .

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]