صلاح الدين عووضة

حكاية رجل دين !!

[JUSTIFY]*نعلم – كصحفيين – أن ثمة ظاهرة صحفية اسمها (الحوار الإعلان)..
*أي أن يحاور شخص – محب للشهرة – نفسه ثم يسعى لنشر حواره هذا على صفحات الصحف..
*سواء بفلوس أو استغلالاً لعلاقات مع صحفي ما..
*وقد يكون الشخص هذا سياسياً هاوياً ، أو مطرباً مغموراً، أو مذيعاً مبتدئاً..
*وأذكر – في هذا الصدد – قصة مع النور جادين الذي (جُعل!) رئيساً لحزب الأمة (حتة واحدة)..
*وكان ذلك نكاية في حزب الأمة الذي ارتضى- آنذاك – خيار المعارضة من الخارج..
*فقد كنت حينها مساعداً لرئيس تحرير (الرأي العام) ورئيس القسم السياسي فيها..
*فأتاني مديرها العام – الزميل محجوب عروة – ينقل إلي رغبة جادين في محاورته..
*فأجبته متسائلاً : وهل كان رئيس حزب الأمة (الفعلي) ليزور الصحف (مستجدياً) حواراً معه؟!..
*ورفضت بحجة أن الصحافة هي التي تسعى لمن يمثل لها (قيمة) خبرية لا أن يسعى إليها (المجهولون!)..
*وبالفعل انزوى سريعاً – النور جادين – وعاد اسم الحزب (المُختطف!) إلى أصحابه..
*ولكني فوجئت البارحة بـ(رجل دين!) تُنشر له حوارات بصحف عدة في آن واحد..
*حوارات بنسخ (كربونية!) مع صورة بعينها للضيف (المضيف) لنفسه..
*فإن لم يكن هو من أجرى الحوارات هذه مع نفسه فهي تكون- إذاً – أغرب ظاهرة صحفية في العالم..
*وأعني (التطابق!) العجيب في الأسئلة إلى حد عدم نسيان حتى الشولة..
*طيب ؛ هل رجل الدين بحاجة إلى (الإعلان) عن نفسه أم طرحه هو الذي يعلن عنه؟!..
*سيما إن كان الشخص المذكور صاحب برنامج تلفزيوني ديني؟!..
*فهو يقدم برنامجاً راتباً عبر شاشة فضائية (ذات لغط) هذه الأيام..
*ثم المصيبة – وهذا هو الأهم – أن (مولانا) قال في إحدى إجاباته عن أسئلته لنفسه أنه لم يسع إلى (الظهور)..
*أي الظهور من خلال برنامج تلفزيوني يكون هو مقدمه..
*وأن إدارة القناة هي التي طلبت منه ذلك وقَبِل (بعد تردد!)..
*حلوة مفردة (تردد) هذه يا مولانا الذي يعلم قول الحق (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)..
*طيب من الذي كان (يتردد!) على منزل المذيعة الشهيرة – ببحري – يا (شيخنا) وقد كانت في إجازتها السنوية؟!..
*من كان يزورها بغرض (التوسط له!) كي يحقق أمنيته في الإطلالة عبر الشاشة الفضية؟!..
*ومن الذي طالبته المذيعة المعروفة هذه بعدم زيارتها في بيتها حرصاً على سمعتها وسط الجيران؟!..
*ومن الذي ذكرته بـ(تعاليم الدين!) وهو يطرق بابها في (غياب زوجها)؟!..
*أليس هو أنت – بشحمك ولحمك – يا (رجل الدين) ؟!..
*ثم تُحدثنا عن (الرحيق المختوم)؟!! [/JUSTIFY]