الطيب مصطفى : هل يفعلها اتحاد الفنانين؟!
في المقابل جالت بخاطري نماذج من كبار فنانينا.. تذكرت صلاح ابن البادية الذي كان، وأظنه لايزال، يصوم يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع وصلاح مصطفى وهو يؤمنا في الصلاة خلال زيارة صادفته فيها إلى بورتسوان ويرتل القرآن ترتيلا بصوت شجي.. تذكرت تلاوة حمد الريح وإبراهيم العباس وما أدراك ما إبراهيم العباس وحِلق القرآن في توتي، رحمه الله.. تذكرت زيارات لي أيام كنت مديراً للتلفزيون في صحبة المذيع اللامع عمر الجزلي لبعض كبار الفنانين في دورهم وكيف أمّنا بعضهم في صلاة المغرب مثل الفنان محمد الأمين الذي رأيت مؤخراً فيديو له وهو يقود التكبير والتهليل بصوته القوي والجميل في صلاة العيد، والكابلي، وعثمان حسين وسيد خليفة، ولا أنسى الأستاذ محمد ميرغني وأبو عركي الذي كانت تربطني به علاقة تواصل اجتماعي، كان أولئك الكبار يلتزمون بآداب وسلوك المجتمع ويشاركون في بناء مكارمه من خلال أغانيهم التي تحض على القيم العليا من الرجولة والشهامة والكرم والشجاعة وغيرها.
نرجع إلى وجع القلب المتجلي في بعض أغاني قناة (أنغام) يا أخي السموأل خلف الله خاصة من أغاني (الدلوكة). أما الأغاني الهابطة مثل (الترلة) و(ورا ورا ورا) وأمثالهما وما هو أسوأ مما يتغنى به بعض الشباب والنساء فحدِّث ولا حرج، فقد شاهدنا نماذج لذلك الانحطاط يتراقص على أنغامها الشباب في مناسبات الأفراح.
ذلك يلقي بالمسؤولية على كل القائمين على الأمر وأبدأ باتحاد الفنانين ولست مطلعاً على أدبيات ذلك الاتحاد وما إذا كانوا يُخضِعُون الأغاني وأهم من ذلك الفنانين لميثاق شرف أخلاقي يُلزم الجميع بالانصياع له حماية للمجتمع من شرور كثيرة تأتي من تلقاء بعض الخارجين على قيمه وآدابه.
ليت وزارة الثقافة تساعد اتحاد الفنانين في استصدار القوانين واللوائح التي تلزم كل من يمتهن الغناء بالانخراط في اتحاد الفنانين حتى يرضخ لميثاقه وضوابطه.
من جانب آخر أرجو من الاخوان السموأل خلف الله وحسن فضل المولى وحسين خوجلي وعابد سيد أحمد ومديري القنوات والتلفزيونات أن يتفقوا على خطة وضوابط تنسق المواقف فيما يتعلق بالتعامل مع الظواهر الشاذة من الفنانين والفنانات خاصة من الشباب الذين أعلم أن كثيراً منهم يرفضون سلوك بعض من يسيئون إليهم.
ذلك يشمل مثلاً عدم استضافة من يخرج على الزي المتعارف عليه في أي من البرامج بما يعني أن تقاطع القنوات من يلبس ما يسمى بالسيستم أو يأتي بتسريحة شعر شاذة أو يلبس سلسلاً الخ.. وأن تطبق تلك الضوابط حتى على من يخرج على التقاليد الحميدة في حفلاته وليس في برامج التلفزيون.
لو كان أولئك الفنانون يغنون لأنفسهم داخل دورهم لهان الأمر لكنهم يقيمون حفلات يشهدها آلاف الشباب والشابات ممن يتأثرون بحركاتهم وسكناتهم وأزيائهم وسلوكهم فالفنان الجماهيري شخصية عامة يتعدى تأثيره إلى المجتمع ويتمدد بنجوميته إلى داخل الغرف والمساكن من خلال الفيديوهات والكليبات المنتشرة ووسائط التواصل الاجتماعي من واتساب وغيره.
الأمر يحتاج إلى تعاون بين وزارتي الثقافة والإعلام التي تقوم بالإشراف على جميع الوسائط الإعلامية على مستوى السودان مثل وزارة التربية والتعليم التي تضع المناهج وتلزم بها وزارات التربية في جميع الولايات..
نريد للفن أن يكون مستنهِضاً للقيم العليا باعثاً لحسن الخلق محيياً ومحافظاً على القيم السودانية الأصيلة، محارباً لما يفت في عضد المجتمع من تفسُّخ وانحلال، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر.
إن من واجبنا نحن في الصحافة كذلك أن نعمل على الحفاظ على قيم المجتمع متذكرين قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، وليتنا نتفق على الالتزام بميثاق أخلاقي يحد من الظواهر السالبة في المجتمع، وكم هو مسيئ أن نعمق عقدة النقص بين فتياتنا وشبابنا من خلال إيراد صور يومية لفنانات عربيات وأجنبيات عاريات ونحن نعلم أنه لا توجد صحيفة عربية واحدة تعاملنا بالمثل أو تورد خبراً أو صورة لأي من نجومنا.[/JUSTIFY]