يبدو أن المعارضة قد شاهدت فيلم تاو الهندي
كانت حكاية مئة يوم المعارضة تلك ذكرتني بحكاية مسلية قريبة الشبه بها، هي حكاية شلاضيمو العجلاتي، فرويتها على سبيل المقارنة، ولا بأس من إعادتها الآن طالما أن المعارضة عادت لتذكيرنا بخطة المئة يوم عبر خطتها الجديدة (الانتخابات الموازية)، قيل إن شلاضيمو العجلاتي وهو رجل محب للسكر والسهر خاصةً مع الأفلام الهندية، دخل يوماً سينما عروس الرمال بالأبيض والفيلم هندي كالعادة، كما كان شلاضيمو ثملاً كالعادة، وكان بطل الفيلم ويدعى تاو ذا شكيمة وبأس وقوة خارقة وسرعة قياسية في الفتك بخصومه، يصرع هذا ويجندل ذاك ويركل ما يشاء من الأشياء دون أن يتحسب لشيء أو يهاب أحدا، على عكس صاحبنا شلاضيمو الذي يقال إنه كان (يخاف من ضلو) وكان من عاداته أن يغني بصوت عالٍ عندما تجبره الظروف على السير وحيداً في آخر الليل، ولكن يبدو أن السكرة قد أخذت بلبه، فخرج من السينما بعد نهاية الفيلم وهو يحاكي تاو في كل حركاته وسكناته، يمشي رافعاً رأسه، شامخاً أنفه، فارداً ذراعيه، إلى أن وصل سوق (أبو شرا) وهو سوق طرفي بمدينة الأبيض، وهناك صار شلاضيمو يركل بقدميه أوعية بائعات الفول والطعمية وهو يصيح (تاو يثير الرعب في المدينة)، وعندما حضر رجال الشرطة أخذ يقاومهم وهو يصرخ (تاو يقاتل رجال الشرطة)، ولما قبضوا عليه قال بيأس (تاو يستسلم للشرطة)، القى به العساكر على أرضية الكومر وانشغلوا عنه لبرهة بأمرٍ ما، فانتهز شلاضيمو الفرصة وقفز من الكومر وانطلق يجري بصورة درامية وهو يصيح (أخيراً تاو يهرب من الشرطة).
نعم مقاطعة الانتخابات عمل مشروع وللمعارضة أن تدعو لذلك بكل قواها، ولكن ما هي حكاية الانتخابات الموازية هذه، أليست هي هروب من الفعل المعارض الحقيقي… الآن تأكد لي أن المعارضة شاهدت فيلم تاو الهندي وتأثرت به كما شلاضيمو.[/JUSTIFY]