الطاهر ساتي

بما انك تكتب .. فاقرأ …!!

[ALIGN=JUSTIFY]** ومن أعراف المهنة إنك حين تقرأ لأحدهم ماكتبه في قضية ما ، تعقب عليه مبتدرا بعبارة تقليدية من شاكلة لقد قرأت باعجاب ماخطه يراعك عن كذا ودعني اختلف معك في كذا … هكذا العرف .. ولكن يصبح العرف الصحافي نفاقا صحافيا حين تبدي اعجابا ظاهريا لمكتوب لم يعجبك جوهريا ، هذا نوع من النفاق بمايشبه بالعرف .. وعليه ، تابعت باشمئزاز ما كتبه د . يس الحاج عابدين – بالسوداني الغراء – مدافعا عن انهيار الناقل الوطني بعد نصف قرن ونيف من العطاء ، وذلك في محاولة يائسة لاقناع الرأي العام السوداني بقبول عارف إير بكل مابها من داء بديلاً لسودانير .. ليت مرافعة يس عابدين توقفت عند حد تبرير احتراق طائرة الشركة ، ولو توقفت عند ذلك لما تكبدنا عناء التعقيب ، حيث يس عابدين عضو بمجلس إدارة الشركة التي احترقت طائرتها ، وليس من العقل أن ننتظر منه غير تبرير الاحتراق ، ولو لم يكن مؤهلا لذاك النوع من التبرير لما أصبح عضوا بذاك المجلس الإداري .. تبريره للاحتراق لايدهش إلا من لم يجد موطئ قدم في مجلس الإدارة ، و هو المواطن السوداني أينما كان ، هذا الذي انتزعوا منه أسهمه دون علمه ، لتمتلكها عارف وآخرون أسموا أنفسهم بالفيحاء ، وكل ذلك تم بمهندسي التخصيص ، الذين منهم من يرافع عنهم ويبرر احتراق طائرتهم ، أي يس الحاج عابدين .. كما قلت له الحق ، ولكن من الحق أيضا أن يعرف المواطن تلك الفيحاء التى حلت محله في الشركة بالإكراه ، وأيضا لن ننتظر الناطق الرسمي – يس عابدين – ليحل للناس طلاسم الفيحاء بالنطق المبين ، لن ننتظر منه ذلك ، فكل ميسر لما ينطق به ، وفضيلة الإبانة أيضا – كما المناصب – قسمة ونصيب ..!!
** عفوا عزيزي القارئ ، لن أهدر وقتك بحديث قتلته أقلام وألسنة الوطن الصادقة بحثا وتقصيا وتوضيحا .. لن أهدر وقتك بما آلت اليه أحوال سودانيرك سابقا ، حين أراد لها مهندسو التخصيص تلك الأحوال ، وهى بالتأكيد أحوال تتناسب عكسيا مع أحوال الذين يرافعون عنها ، حين تحترق طائراتها ينهضون وحين تتساقط يرتفعون ، ولكن لا عليك ، هناك شبر غير عميق تتكشف فيه الأشياء وتتجلى الحقائق، وكل نفس بما كسبت تتوسد ثراه ، يراه البعض بعيدا ، بيد أنه يحدق في الكل منذ مرحلة النطفة .. فالحديث ليس عن سودانير التي يجب ألا نهدر فيها الزمن والمداد ، هى شركة طيران نجاحها نجاح لعارف والفيحاء وفشلها فشل لعارف والفيحاء ، فلم يمزق الشعب كبده – نصحاً ونقداً – لشركة لم يعد يملك فيها غير نسبة ضعيف لم يجد من يستقوي به يوم « توزيع الأسهم »..؟ .. هنيئاً للملاك الجدد ناقلا كان صاحبه السابق يتباهى به – جيلا عن جيل – بانه الأقدم والأول والأوسع تحليقا في فضاء العالمين العربي والإفريقي ، هنيئا لهم ذاك التاريخ الأخضر ثم هنيئا لمهندسي التخصيص – والمرافعين عنهم – أجر المناولة .. ما لنا وهذا الغم سيدي القارئ ، فلندخل الي قضية اليوم التي بطلها الدكتور يس الحاج عابدين أيضا .. ولهذا فقط كتبنا تلك المقدمة ، وسامحونا عليها .. والي القضية وبطلها يس الحاج عابدين ..!!
** باعلان منه وتكليف تدافع بعض من شباب بلدي وشيوخه – بمحليات كرري وشرق النيل وجبل أولياء – للعمل في عمليات التعداد السكاني ..أفواها في منازلهم تأكل الطعام لتعيش ، صغارا تحت رعيتهم يذهبون للمدارس ، مرضى تحت عنايتهم يتلقون العلاج .. من أجل هؤلاء تجولوا في مدائن الولاية وأريافها ، تحت هجير شمسها وفي ظلام ليلها ، تحملوا كل هذا الرهق نظير أجر وعدهم به يس عابدين بعد أن دفعته الأمم المتحدة كما قالت بعثتها .. أكملوا عملهم بأفضل مايكون كما قال يس عابدين ذاته ، ولكن بعد أن سلموه استمارات التعداد كلها بكل أرقامها ، مدوا أياديهم ليستلموا أجورهم فلم يجدوا عنده غير الوعد والتلكؤ ثم التجاهل ، منذ يوم انتهاء التعداد « 6 مايو » والي فجرنا هذا « 8 يوليو » .. وأنت تبحث فى البخاري ومسلم لتحشو مقالات المرافعة عن سودانير بأحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ألم تجد حديثا شريفا – في الصحيحين – يأمرك بأن تعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ..؟.. وأعلم بأنهم لن يضربوا رؤوسهم بالحائط ، كما قال لهم أحدكم حين عرضنا قضيتهم قبل أسبوعين ونيف ، لن يفعلوا ذلك ، فالسماء أقرب إليهم من الحائط ، وأبوابها لاتحجب دعوة المظلوم الضعيف .. وعليه ، فواصل مرافعا عن سودانير وسقوط طائرتها ، فأنت – فعلا – أهل لهذا المقام … والسلام ……!!
إليكم – الصحافة -الثلاثاء 8/7/ 2008م،العدد5407
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]