جمال علي حسن

“القومي”.. تحت شجرة الدليب

[JUSTIFY]الأسباب غير المعلنة وراء إعفاء مدير التلفزيون السمؤال خلف الله يكاد الجميع يعرفونها، ففي عالم (الواتس اب).. (مافي حاجة بتندس).. التفاصيل معروفة وقد يرى الكثيرون أن الموقف كان يستحق فعلا الحسم الإداري وأن القرار صحيح، لكن هذا القول يجب أن يقال مع كامل التقدير والاحترام لدوافع الانفعال.. ويجب أن يقال ولا ينسى الناس أن القضية ستظل قائمة، قضية التلفزيون القومي، أزمته وإهمال الدولة الكامل له.. إهمالها الكامل لأهمية وأولوية حقوق العاملين الضائعة ومعاناتهم الكبيرة في جهاز إعلامي رسمي عبست في وجهه الدولة وتولت وصرفت النظر عنه وأهملته لأنه وببساطة هو المنبر المضمون والمنبر الإعلامي الوحيد (ما منو خوف على الحكومة) كونه ملتزما بتأدية واجب الدفاع عن الدولة والترويج لمشروعاتها وتعبئة الرأي العام لمناصرة الحكومة ومناصرة الجيش.. الجهاز الإعلامي الوحيد الذي يقوم بهذا الدور على أكمل وجه.. والجهاز الإعلامي الرسمي الذي ينفذ خطة الدولة الإعلامية بلا ابتزاز.. وأعني هنا كلمة ابتزاز بمعناها الذي تعرفونه والذي تعرفون كم هي كلفته التي تدفعها بعض مؤسسات الدولة ويدفعها المسؤولون في كل مكان خاصة تلك الولايات.. (كاش) لمنابر إعلامية أخرى غير التلفزيون المضمون المأمون.. يدفعونها تحت بند ( المؤلفة قلوبهم) أو بند الاستقطاب لهذا المنبر أو ذلك الكاتب الصحفي (المبتز)..

تعلمون كم تدفع الدولة بمؤسساتها المختلفة في فواتير إعلانات الصحف وإعلانات الفضائيات الخاصة أو الفضائيات الأخرى مقابل خدمة إعلامية إيجابية بثياب مستقلة أو خدمة إيجابية بنسبة ستين بالمائة وليس مائة بالمائة.. يدفعون لها استحقاقات الإعلان بلا تأخير حتى لا تتسع نسبة الأربعين بالمائة السلبية وتصل إلى خمسين أو ستين بالمائة.. يشترونها.

الدولة أهملت التلفزيون القومي لأنه المضمون المأمون الذي ليس بمقدوره أن ينطق بكلمة غير إيجابية في حق الدولة.. أهملت بيتها وطفقت تداهن وتنافق منابر (نص نص) أو أخرى معارضة باليمين وملوحة بأصبعها الصغير باليد اليسرى من تحت الطاولة بإشارة السحب الخفيف إلى الخلف.

السمؤال أخطأ أو تجاوز حدوده أو ( بالغ) ليس هذا هو المهم، لكن المهم أن نفهم الجو الذي وجده السمؤال أمامه منذ جلوسه في مقعد مدير التلفزيون وحتى تاريخ إقالته المفاجئة أول أمس..

يجب أن تنتبه الدولة الآن إلى أنها ولو أتت بأي شخص أو أي ( سمؤال) آخر مكان الذي ذهب.. ومهما كانت قدراته أو مهاراته الإدارية أو ذكاءه، فلن يحتمل هذه الظروف التي يواجهها مدير التلفزيون القومي في السودان الآن.. التلفزيون المهمل المجفف من الاهتمام .. التلفزيون الذي يجلس مديره السابق والأسبق والقادم والذي سيليه جميعهم جلسوا أو سيجلسون في مقعدهم تحت شجرة ( الدليب) وليس تحت ظلها.

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]