صلاح الدين عووضة

و(رأصني يا جدع) !!

[JUSTIFY]* (كلو) صار (يُهجِّج!) في بلادنا هذه الأيام…
* فمن لم يكن يغني منهم فهو ( يهشتك!)…
* ومن لم يكن (مهشتكاً ) فهو (يصفق )…
* ومن لم يكن (مصفقاً ) فهو (يتمايل طرباً)…
*هذا بعض ما وقفت عليه عبر فضائياتنا المختلفة في الآونة الأخيرة ..
* ولولا تيقني من أن القنوات هذه تبث إرسالها من (السودان) لظننتها تخص دولة اسمها ( جمهورية الهججان!) ..
* والغريب في الأمر أنني لمحت – في الصالات هذه – (كبار سن!) ينافسون الشباب في التلويح بالأيدي من شدة الطرب..
*لمحت شيوخاً وكهولاً وعجائز من النساء يفعلون ذلك وهم يرددون مع مطربين يتكاثرون كما الذباب ما ينطلق من أفواههم من (صراخ !) ..
*حاولت أن أتبين من بين الصراخ هذا جملة واحدة (مفيدة!) فعجزت..
*وحاولت أن ألتقط من بين (الضجيج) إيقاعاً واحداً (مفهوماً) فعجزت أيضاً..
* الشيء الوحيد الذي لم أعجز عن تبينه والتقاطه هو (الفلفلة!) التي على رؤوس الذكور من (الصارخين) هؤلاء ، و(شفق المغارب!) الذي على وجوه الإناث منهم ..
* وتبينت أمراً آخر مهماً كذلك وهو إنني – وثلة من آخرين مثلي – يغلب علينا تشاؤم يمنعنا من رؤية الجانب المشرق في (المشهد)..
* يمنعنا من رؤية الجزء الممتلئ من الكوب….
* يمنعنا من استنهاض الفرح (النائم ) بدواخلنا – منذ سنوات- كيما (نهيِّص مع المهيصين)..
* فلا يمكن أن يكون هؤلاء جميعهم (مجانين) وأنا – وأمثالي- فقط (النصيحين!)..
*هنالك شيء ما (غلط !) بالتأكيد ..
* فما نعلمه من دنيانا هذه – بالضرورة- أن الذي يكابد رهق توفير اللقمة لا يمكن أن يكون ذا (مزاج رائق!) إلى درجة البحث عن(أين تُهيِّص هذا المساء؟) ..
*وأن الذي (يُعاني) من أجل دفع رسوم ابنه – أو ابنته – الدراسية لا يمكن أن يكون (مبسوطاً) إلى درجة ( بسط يده) بالذي يجعله يحظى بمقعد في صالة من الصالات (إياها ) ..
* وإن الذي (يشولت) بمشاوير تساوي المسافة ما بين الخرطوم و(مدني) – من أجل مصدر رزق إضافي- لا يمكن أن يكون (مرتاحاً) إلى درجة السهر مع أغنيات إنصاف (مدني!) ..
* فنحن – إذاً- (الغلطانين) وليس الذين (يبارون) الأغاني هذه في الفضائيات والصالات..
* ومنذ اللحظة هذه أنا – كاتب هذه السطور – (مهجج مع المهججين!) ..
* و(متمايل) – يميناً وشمالاً – مع المتمايلين…
* و(ملوح بكفِّي) مع الملوحين …
* و(رأصني يا جدع !!).

من أرشيف الكاتب[/JUSTIFY]