حيدر المكاشفي

أسبوع اسم مشاعر

[JUSTIFY]احتل اسم مشاعر مكاناً بارزاً على واجهة أخبار الأسبوع الماضي، فكان أسبوعاً لهذا الاسم الذي فرض فيه نفسه بقوة، كانت البداية يوم الاثنين الماضي بصدور الغراء صحيفة (أول النهار)، التي تقف على رأسها كناشرة (ضمن آخرين) الزميلة الصغرى مشاعر عثمان، وبدخولها مجال النشر الصحفي تعتبر الأخت مشاعر هي المرأة السودانية الأولى التي تقتحم هذا المجال، وستلحق بها في الأيام القليلة القادمة كثاني ناشرة الشاعرة المعروفة روضة الحاج، التي تتأهب لإصدار مجلتها (السمراء) قريباً. كنا قد سمعنا وقرأنا من قبل عن شروع الفنانة ندى القلعة في إصدار صحيفة اجتماعية، ولكن ذلك لم يتم ربما لتراجع الفنانة الشهيرة عن المشروع أو ربما أن الأمر كان مجرد شائعة، المهم أن ندى فاتها شرف نيل لقب الناشرة السودانية الأولى، ورغم هذا الاقتحام الذي بدأت تسجله المرأة في مجال النشر الصحفي، إلا أن حضورها في مضمار قيادة العمل التحريري الصحفي ما زال ضعيفاً، حيث لم يتجاوز حظها في ذلك الأستاذات، المخضرمة آمال عباس التي رأست تحرير (الرأي الآخر)، وصباح محمد آدم التي رأست الصحيفة الإنجليزية (خرطوم مونيتر)، ومديحة عبد الله الرئيس الحالي لتحرير (الميدان)، وسمية سيد التي رأست من قبل صحيفة العاصمة وترأس حالياً تحرير هذه الصحيفة (التغيير)، مع وجود خجول في منصب مدير التحرير الذي شغلته من قبل مزدلفة محمد عثمان في (أحداث الباز)، وسناء عباس لفترة قليلة في (الصحافة)، وسمية المطبعجي التي تشغل المنصب حالياً في (الأيام)…

مشاعر الثانية التي قفز اسمها إلى واجهة الأخبار يوم الخميس أول من أمس، هي مشاعر عبدالرحمن أحمد، التي قذفت والي النيل الأبيض بحذائها، قبل أن تصفه بالكذب، احتجاجاً على الحديث الذي كان يدلي به أمام قيادات حزبية نافذة من المركز، يستعرض فيه ما قال إنه أنجزه في الولاية من أعمال تنموية، وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها قيادي إنقاذي للقذف بالحذاء، وإن كانت الأولى ليس من سيدة فحسب وإنما أيضاً قيادية بالحزب الحاكم والحركة الإسلامية بولاية النيل الأبيض، فحتى الرئيس نفسه كان قد تعرض للقذف بالحذاء تجاه المنصة التي كان يجلس عليها في إحدى الفعاليات، من مواطن يدعى عادل محجوب، قيل أنه مختل عقلياً، كما تعرض بروف غندور للقذف بالأحذية وقوارير المياه الفارغة بدار حزب الأمة ، وكان د. نافع أكثر قيادي إنقاذي تعرض لمثل هذا الموقف (البايخ)، فقد قُذف مرة بكرسي في لندن، ومرة أخرى بحذاء في مدينة الهلالية، وكل هذه (المقذوفات) التي تمت بأيدٍ سودانية جاءت لاحقة لحادثة الصحفي العراقي منتظر الزيدي، الذي قذف بوش الابن بفردتي حذائه، تلك الحادثة التي عندما كنا ندينها ونستهجنها، كان كثير من الصحافيين والكتاب الإنقاذيين يهللون لها ويمجدونها، لدرجة استضافة أخيه في البلاد وإهدائه كمية من (المراكيب) ربما ليسلمها بدوره إلى شقيقه، لحثه على مزيد من القذف، وسيظل رأينا كما هو الإدانة التامة والاستهجان الكامل لمثل هذه الأفعال الخرقاء التي لا يجب أن تجد الاستحسان مهما بلغت درجة كراهيتنا لمن يُلقى عليه الحذاء…

أما ثالثة المشاعر التي احتل خبرها الصفحات الأول أمس (الجمعة)، فهي الوزيرة مشاعر الدولب التي ذرفت دمعها السخين على حال المشردين والشماشة، وتلك مشاعر طيبة من مشاعر تستحق الشكر عليها في مقام تعاطفها مع المسحوقين، ولكن يؤخذ عليها أنها لم تنتبه إلى أن هذا الحال الذي يستمطر الدموع، كانت وما تزال سياسات الزلزلة والخلخلة الاجتماعية التي تتبعها حكومتها من بين أهم ما أدى إليه…
[/JUSTIFY]