غزوة “ذات الصناديق” والتمكين
وها هو الزبير، يأتي ليشبه الانتخابات بـ(القتال في الجبهة)، يفعل ذلك وخلفه لافتة عليها شعار المؤتمر: (الذين إن مكناهم… إلى آخر الآية الكريمة)، كل ذلك يجعل الأسئلة تندفع كالسيل، فما هو وجه المقارنة بين صناديق الانتخابات والحرب.. وأيهما يزيد على الآخر في الصفة (المبهمة) المشتركة بينهما.. وهل الشعار الذي رفعه المؤتمر يعني العودة إلى سياسة التمكين مرة أخرى.؟
إذاً، لا شيء يتقدم إلى الأمام، فلا زالت الحركة الإسلامية تتعامل مع الصناديق على أنها (غنيمة حرب)، وأن التصويت في الانتخابات هو نوع من القتال (لاحظ قتالا وليس جهادا)، في سبيل التمكين في الأرض.
والزبير إذ يوغل ويسرف في (نقر) ناقور الحرب، فهو لا يدخر جهداً خطابياً ولا ويوفر مفردة حماسية إلا ودفع بها إلى آذان وقلوب الحضور من (رعيته) منسوبي الحركة الإسلامية، فطالب من مجلس الشورى تسنم لواء القيادة إلى المعركة، داعياً إلى حسمها لصالح المؤتمر الوطني.
بالطبع، فكل ما طرح آنفاً لا يعتبر (من أساسه) خطاباً سياسياً، دعك كونه ناضحاً أو نيئاً، لجهة أنه لم يطرح برامج وخططاً انتخابية واضحة المعالم، مثل سنفعل كذا في الزراعة.. التعليم والصحة.. الكهرباء الغاز.. المواصلات.. السكن.. الخبز.. والضرائب وكل ما يخص حياة المواطن ويؤثر عليها، وبالتالي فهو خطاب يتحايل على الناخب بمخاطبة مشاعره الدينية باستخدام عبارات مثل الهجرة إلى الله، والقتال والغزوات وغيرها من المفردات المجربة التي لم تأت حتى الآن بنتائج (فصيحة)، فماذا فعل التمكين مثلاً للمواطن.. ومن الذي استفاد منه.. وهل لدينا أزمات حقيقية في الخبز والماء النظيف والعلاج والسكن والتعليم والمواصلات والطاقة أم لا.؟
وأخيراً.. كل ما سلف (كوم)، والتشبيه (البليغ) للانتخابات بالمعركة والحرب والغزوة والهجرة إلى الله (كوم آخر).!
[/JUSTIFY]