الطاهر ساتي

ومع ذلك … السودان بخير ..(2)

[ALIGN=CENTER]ومع ذلك … السودان بخير ..(2) [/ALIGN] ** كيف نكافح الجرائم ..؟.. أوهكذا يجب أن يكون السؤال جوهريا في مجالس الناس والصحف ، بدلا عن السؤال الفرعي : أين الشرطة ..؟.. فالشرطة جزء من الكل ، وليس عدلا أن نغرق في شبر الجزء ونهدر فيه أزمنتنا بمظان أن الأزمة في ذاك الجزء ، ونتناسى بحر الكل الذي تتلاطم أمواجه أمام أنظارنا ..هذا ليس عدلا ولا عقلا .. فالوقاية خير من العلاج يا ابن آدم ..وليست هناك وقاية أنجع من التربية السليمة لمكافحة الجرائم يامولاي .. نعم تربية المجتمع ، هي الحل ..وقديما أغلفة كراسات مطابع التربية والتعليم تحمل عبارة : حب الوطن يبدأ من الأسرة ..ولا أدرى ماذا في أغلفة كراسات مطابع شركات زمان ما بعد الخصخصة ..؟..إن كان بها فراغا ، فأني إقترح : حب الخير ، كما حب الوطن أيضا ، يبدأ من الأسرة ..فالأسرة المعافاة من الخلل هي المضاد الحيوي لكل أنواع الجرائم يا صديق ..!!
** وحين يحدثونك عن الأسرة السودانية ، فاسأل بحزن : هل هي ذات الأسرة القديمة التي كان فيها الناشئ ينشأ وسط حنان كل أفرادها ومحيطا بمحاذيرهم ..؟..أو : وسط حنان كل الجيران ومحيطا بمحاذيرهم ..؟.. فالإجابة هي قلب الحدث والحديث ، ورحم الله زمان البيت الكبير ، والجد والجدة وما بينهما من قيم المودة التي كانت تروي ظمأ الحفيد حينا من المرحلة .. وكذلك رحم الله زمانا كان فيه المغني يغني : أنا ..حلال رفيقو ، أنا فرج الرجال وكتين يضيقو ، أنا الدابي الرصد للزول طريقو ، و : أنا المأمون على بنوت فريقو ..هكذا كان الحال عهدئذ ، وهكذا كانت القيم المتفق عليها تجاور أشجار النيم وأزيار السبيل في طرقات الناس وقراهم ومدائنهم وبيوتاتهم ..ولو عاش الذي غنى : أنا المأمون على بنوت فريقو ، لغنى مع الحاضر : مرام مرقت على الجيران ومرن ديل كم ساعات ، وغابت نجمة الضيفان ، مرام ماجات .. وعليه ، فالشرطة ليست كل الحل يا مساجدنا ، كنائسنا ، مدارسنا ، نوداينا ، أسرنا و.. يا ..ولاة الأمر .. !!
** و..زاوية البارحة ناشدتك ، صديقي القارئ ، بأن تساهم في هذا الأمر ، فهذا صديقكم أحمد عبد البارئ ، من السعودية ، يساهم قائلا : ..في لندن ، شاهد الجيران رجلا وامرأة يبحثان في (كوشة) تركت في حوش الفيلا المهجورة المجاورة لهم ، فاتصلوا بالشرطة التي هرعت على الفور إلى المكان حيث قبضت على الرجل والمرأة واللذين اتضح فيما بعد أنهما جيران للشاكي ، فاقتيدا إلى مركز الشرطة ، حيث أفادا أنهما لاحظا أن هذه الكوشة مليئة بأشياء قد تكون ثمنية ولا حاجة لصاحبها بها ، وأفادا أنهما لم يكونا يقصدان السرقة بل ، ظنا أن ما يقومان به يساعد في إصحاح البيئة خصوصا وأن ما أخذاه يعتبر نوعا من النفايات..وفي أمريكا ، شاهد الجيران رجلا مسنا يفتح باب الفيلا المجاورة عنوة، فاستدعوا الشرطة التي هرعت إلى المكان فورا، تشاجر معهم الرجل وتعارك. اكتشفوا في نهاية الأمرأنه البروفيسورهنري لويس ، والقصة المعروفة انتهت بتصالح الضابط والبروف على يد باراك أوباما بحدائق البيت الأبيض..و السؤال: هل لو أصبحنا مثل الغربيين نتصل بالشرطة في كل صغيرة وكبيرة ، سوف تستجيب الشرطة لنا بنفس السرعة والحماس الذي رأيناه هنا..؟ ..هل تعلم ، أخى ساتي ، نحن بالحصاحيصا عندما نأتي لقسم الشرطة ونقدم شكوى في أي موضوع يسألونك : هل معك سيارة..؟. فإذا كنت تملك سيارة فأنت محظوط لأنهم سوف يرسلون معك أفرادهم لموقع الحدث ، ويجب أن تضمن لهم إرجاعهم الذي يركزون عليه مقدما لأن معظهم ذاق بعض المقالب من المواطنين..وإعتقد أن إنارة الشوارع بالعاصمة يمكن أن تحل المشاكل بنسبة (80 %) ..!!
** تلك مساهمة الأخ أحمد عبد البارئ ، وهي كما ترونها قيمة تصب في بحيرة الإصلاح التي يجب أن ينهل منها ولاة أمر الشرطة ما ينفع شرطة الناس والبلد .. وللحديث بقية .. ليس حديثي فقط ، بل أصدقاء الزاوية أيضا .. نواصل سويا ، حرصا على أن يظل المجتمع السوداني بخير ..
إليكم – الصحافة الاربعاء 26/08/2009 العدد 5808
tahersati@hotmail.com