جمال علي حسن

الأيدز.. وإرهاب برنامج المكافحة

[JUSTIFY]عندما يتحدث وزير الصحة بولاية الخرطوم عن 1200 حالة أيدز تتلقى العلاج.. فهذا يعني أن تلك هي الحالات المبلغ عنها فقط. ولكم بعد ذلك أن تتخيلوا أعداد الحالات الأخرى غير المبلغ عنها في ولاية واحدة هي ولاية الخرطوم.. لكم الحق أن تضعوا صفراً واحداً أمام الرقم ليصبح 12000 أو صفرين ليكون مائة وعشرين ألفا.. ولو استكثر خيالكم المائة والعشرين ألفا الآن فعليه أن يتهيأ للوصول إلى هذا الرقم بل وتجاوزه قريباً جداً طالما أن استراتيجية مكافحة الأيدز في السودان تواجه منذ سنوات بأسوأ نوع من أنواع الإرهاب.. إرهاب بعض شيوخ الدين للمؤسسات المختصة ولمن يديرونها واتهامهم بحماية ونشر الفساد الأخلاقي..

برنامج الأيدز الذي تتولاه الأمم المتحدة ولا تنتظر من وزارة الصحة السودانية أن تدفع فلساً واحداً في تكلفة تنفيذه يواجه هذا البرنامج منذ سنوات بنيران (شتراء) وآراء متخلفة تصف وسائل الوقاية من المرض بأنها أسلحة لإبادة النسل في السودان ولا يزالون يمارسون عملهم في عرقلة عمل المكافحة ولا تزال عملية إرهابهم للموظفين والمسؤولين عن البرنامج مستمرة في بلد حدوده البرية ممتدة مع دول حزام الأيدز شرقاً وغرباً وجنوباً وفي كل يوم تزداد نسبة الإصابة بهذا الداء القاتل في بلادنا وتزداد الأصفار أمام أرقام الإصابة وترتفع المعدلات بنسبة زيادة قال الوزير إنها بلغت 74% لأن كفاءة أداء البرنامج متناقصة بسبب هذا العمل الإرهابي الذي يقوده أشخاص معروفون تتفرج عليهم الحكومة ويتفرج عليهم متخذو القرار.. يتفرجون عليهم وعلى كفاءة المكافحة التي تقل كل يوم عن النسبة الطبيعية لأن مكافحة الأيدز الآن تتم على استحياء وخجل وخوف من أولئك الإرهابيين.

معدلات الزيادة تصل 74 % وهم يبتسمون لأن هناك اعتقادا ساذجا عندهم بأن من يصابون بهذا المرض (خلوهم يموتوا) ليكونوا عظة للآخرين..!

ستمتلئ بلادنا بالأيدز و(تفوق العالم أجمع)!! لأن الدولة نفسها خاضعة ومستسلمة لهذا العمل الإرهابي المستمر، ولأن علماء بلادنا لا يتجرأون بإصدار الفتاوى التي تيسر عملية المكافحة وتخفيف الضرر.. هم أيضاً يشاهدون هذا المسرح من خلف الأسوار..

من يتحدث عن توفير الواقي الذكري كوسيلة مهمة من وسائل المكافحة فهو ماسوني وفاسد يريد أن يفسد المجتمع..

وهناك ولايات حدودية مثل كسلا والقضارف وجنوب كردفان والنيل الأزرق لا أظن وبحكم الظروف الأمنية في بعضها أن تكون هناك آلية دقيقة لإجراء إحصاء ومسح يكشف للرأي العام عن نسب وأرقام تقديرية مثل التي كشفت عنها ولاية الخرطوم.. هناك بلاوي دفينة و(كفاوي) مستترة ومناخ حاضن ومشجع لانتشار المرض، وأخشى أن تكون نسب الإصابة بالأيدز قد تجاوزت هناك الحد المعقول وحققت أرقاماً خرافية من الانتشار.

ننتظر فتاوى علماء وفقهاء يواصلون على خط بدأه الدكتور يوسف الكودة قبل سنوات حين قال كلمته ورأيه الفقهي حول هذا الموضوع قبل أن يغادر البلاد ويترك رأيه هذا يتيماً في ميدان الفتاوى الدينية.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]