الطاهر ساتي
باعوهم .. وهم لا يعرفون ..!!
** لقد باعتهم الحركة الشعبية – منتصف نهار الإثنين الفائت – بالبرلمان المجاور لسوق السمك بالموردة .. فجرا ذهبوا الي هناك ، بعمائمهم البيضاء والأفرنجي منهم برباط العنق ، ليتكئوا على ظهر الحركة الشعبية وكتلتها البرلمانية فى تعديل مواد جوهرية بقانون الانتخابات ، وهى المواد التي تعوق التطور الديمقراطي بالبلاد ، أو كما كانوا ينظرون منذ عام ونصف وحتى قبيل منتصف نهار الإثنين ، حيث فيه قطع التصويت قول كل منظر ، وفيه مال الجدار الذي هم عليه يتكئون ، جدار الكتلة البرلمانية للحركة الشعبية .. مال بهم الجدار الي «من عنده المال » وكذلك ذهب بهم – وبتنظيراتهم – إلى « من عنده الذهب » .. وكان مشهدا مؤلما ذاك الذي وقف فيه رئيس نواب الحكومة شاهدا على قانون الانتخابات ، حيث قال : اتفاقيتنا مع المؤتمر الوطني تلزمنا بالتصويت عليه مكرهين .. ثم جلس تاركا نواب التجمع المتكئين على جداره « يهمهمون » ..ويتهامسون بحديث فحواه « لا إكراه في الديمقراطية » ..!!
** نواب التجمع الديمقراطي كادوا يأكلون لحم النائب البرلماني للحركة الشعبية غازي سليمان – فى الجلسة قبل الأخيرة – حين أخبرهم أخيرا بان اتفاقية نيفاشا ألغت المعارضة ، ولا معارضة بعد نيفاشا كما لا هجرة بعد الفتح .. أوهكذا لطمهم غازي بصراحته التي كالشمس فى كبد سماء « جبل أم علي » .. فهاجت فيه قوى المعارضة باعتبار أن صراحته تلك استفزاز للديمقراطية والديمقراطيين واحتقار للنضال والمناضلين ، وطالبت قيادة الحركة بمحاسبة غازي ، بل اقترح بعضهم تقديم شكوى للسيد الفريق سلفا كير .. ولكن غازي سليمان – ما اشتغل بيهم كتير – ذهب الى حال سبيله مطمئنا بعد أن قال كلمته ، ولسان حاله يردد « سيد الزبدة قال أشويها .. شويتها … و .. شويتهم » .. ولم يكن نواب التجمع يعلمون بأن « سيد الزبدة » هو من تحدث يومئذ بلسان غازي سليمان ، ولو كانوا يعلمون لما اشتكوا غازي ، وكذلك لما واصلوا الإتكاءة على « كتلة غازي » التى مالت بهم ميلا عظيما ..!!
** وكما أمر غازي سليمان في الجلسة قبل الأخيرة بأن « يشويها .. و .. يشويهم » ، أيضا أمر – سيد الزبدة – ياسر عرمان فى الجلسة الأخيرة بأن « يشويها … و يشويهم » .. وكان عرمان عند حسن ظنه ، فنفذ أمر شواء – الزبدة .. و التجمع – بلا رحمة ..ولكن اختلف عن غازي باستخدامه – فى عملية الشواء – نار الحروف الهادئة : « اتفاقيتنا مع المؤتمر الوطني تلزمنا بقبول قانون الانتخابات ..مكرهين » ..ولكن لا إكراه فى الديمقراطية يا ياسر ، أو هكذا يهمس ويهمهم « التجمع المشوي » .. ولعمري ما رأيت تجمعا نوابه لايتعظون إلا هذا التجمع .. بالأمس – جلسة الميزانية – إتكأوا على جدار مال بهم الي القيمة المضافة .. فشواهم بقبولها .. ثم إتكأوا على ذات الجدار فى جلسة قانون الانتخابات .. فشواهم بقبول قانون الانتخابات .. وسيتكئون على ذات الجدار يوم الاقتراع وتحالفاته ، ليميل بهم الى حيث لايشتهون .. أى « سيشويهم بتحالف استراتيجي مع شريك استراتيجي » .. تاركا إياهم فى محطة « يهمهمون » .. ولن يكتشفوا – حتى ضحى الغد – بأن الجدار الذي هم عليه يتكئون دائما إن لم يكن « طرة العملة » ، فهى حتما .. « كتابتها » … !!
إليكم – الصحافة -الخميس 10/7/ 2008م،العدد5409
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]