الطيب مصطفى

الطيب مصطفى : هل يفعلها عصام البشير؟


[JUSTIFY]حق لدكتور عصام البشير ولأئمة المساجد الذين زأروا من خلال منابر جمعة الأمس احتجاجاً على ما يُسمى بعيد الحب (فالنتاين) الذي تحتفل به أوروبا يوم 14 فبراير من كل عام فقد أصبحنا للأسف الشديد، جراء ضعفنا في كل شأن، منطقة ضغط منخفض تهب علينا رياح الثقافات الوافدة التي تبرّجت وتجلّت بصورة لافتة خلال السنوات القليلة الماضية في سلوك كثير من شبابنا وفتياتنا.

د. عصام الذي كان يتحدث في مسجد النور انزعج من تأثير الفراغ على الشباب ومن انقياده وراء التقليد الأعمى للغرب وكشف عن مؤشرات إحصائية مخيفة حين قال إنه قد تبين من دراسة أجريت في جامعة خاصة أن 91% من طلابها يستمعون إلى الأغاني الغربية التي تحوي عبارات فاضحة، وتساءل ما قيمة تشييد الطرق والعمارات إذا ضاعت الأجيال؟ وأشار إلى أن احتفالات عيد الحب بها ممارسات غير أخلاقية وأنها مدعاة للخلوة المحرمة والأحضان والقبلات.

لقد دقَّ الرجل ناقوس الخطر، وها نحن نؤازر الرجل ونبعث رسالة إلى كل من يعنيهم الأمر من وزارات وأجهزة ومؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني أننا نحتاج إلى هجمة مضادة نتصدى بها إلى برامج التغريب التي توشك أن تقتلع كثيراً من شبابنا من دينهم وسلوك وتقاليد مجتمعاتهم.

لقد كتبنا عن بعض الظواهر السالبة التي أخذت تنتشر بسرعة بين شبابنا وقبل فترة تناولت سلوك بعض المغنين الشباب حين رأيت صورة (فنان) شاب شهير في إحدى الصحف بشعر (مفلفل) وتحدثت الصحف عن أن أمن المجتمع قبض على فنان شاب بصحبة بعض أصدقائه وهم يرتدون ملابس نسائية في إحدى الشقق بالخرطوم بحري وكان مما عثر عليه حفرة دخان تتوسط المشهد المأساوي، وكتبت عن بعض الفنانين الذين يلبسون (السيستم) والبنطلون (الناصل) والسلسل وغيرها من الصرعات التي تؤثر في كثير من شبابنا ممن يقلدون أولئك المغنين بسبب نجوميتهم

أمامي الآن خبر نشر في (ألوان) أن الصحيفة رصدت خلال حفل لنجم شهير بصالة (الملوك) للأفراح فنانة مشهورة وهي تطبع أمام الملأ قبلة في خد أحد الفنانين الشباب بدون أن تحس بأدنى حرج!!

ساعد في انتشار تلك الصرعات الغربية التقنيات التي تطورت بشكل مذهل خلال السنوات الأخيرة في مجال الاتصالات وأجهزة الهواتف الذكية وبالرغم من أن تلك التقنيات تعتبر محايدة توظف في الخير كما توظف في الشر تماماً كوسائل النقل من سيارات ومركبات التي يمكن أن تكون أدوات نقل كما يمكن أن تكون أدوات قتل فإن وسائط الاتصال كان من الممكن أن تكون وسائل للحض على الخير وهي كذلك بالنسبة للمنشغلين بترقية سلوكهم ممن يستخدمون (الواتساب) مثلاً في الدعوة إلى الله وتحفيظ القرآن وتفسيره وتبادل الرسائل الوعظية والإرشادية، لكن ماذا عن كثير من الشباب الذين تستهويهم الأفلام والأغاني الأجنبية التي تصحبها صور إباحية ماجنة تخاطب غرائزهم الملتهبة في هذه السن الخطيرة من أعمارهم؟!

كثير من البرامج الغنائية تحديداً تخصصت في كسر الحياء لدى فتياتنا اللائي أصبح غاية المنى لكثير منهن أن يصبحن مغنيات وأقول بملء فيّ أنه لا خير في من يُنزع منه الحياء رجلاً كان أو امرأة، فالحياء خير كله وإذا أراد الله بامرئٍ شراً نزع منه الحياء وأعجب ممن لا تهزه وتؤزه أزاً الآية الكريمة (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

أنني أدعو اتحاد الفنانين ووزارة الثقافة مجدداً لوضع ميثاق شرف أخلاقي للمغنين. كما أدعو د. عصام البشير الذي أشهد بأنه يحظى بتوفيق كبير في كثير من مبادراته ومن بينها تلك التي قادها لإطلاق سراح أسرى خلية الدندر من الشباب الذين استطاع بعلمه الغزير أن يراجعهم ويقنعهم بالتخلي عن بعض الأفكار المتطرفة ويتوسط لاطلاق سراحهم..أدعو عصام ود. عبد الحي يوسف وهيئة علماء السودان أن يقودوا حملة مضادة للتصدي لحملات التغريب وإحياء القيم الفاضلة أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وذلك من خلال لجنة تضم مختلف الجهات المعنية سواء رسمية أو مجتمعية مع خطة تستوعب كل جزئيات المشكلة وتحديد المعالجات من الجوانب الإعلامية والدعوية وغيرها.

إن إحدى مسببات الأزمة ضعف التنظيمات الإسلامية التي كانت تضطلع بدور اجتماعي وأخلاقي كبير داخل الجامعات ولا أزال أذكر كيف تصدى الاتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم في بداية سبعينات القرن الماضي داخل الجامعة لرقصة العجكو التي كانت يومها من المحرمات، فأين نحن اليوم وأجهزة إعلامنا وفضائياتنا تتبارى وتتنافس خلال شهر رمضان (للتهجد) بالمغنين والمغنيات اللائي أصبحن نجوماً تحسدهن بقية الفتيات ويقلدنهن في حركاتهن وسكناتهن![/JUSTIFY]