جمال علي حسن

“بنطلونات” مدني.. وعدسة النيل الأزرق


[JUSTIFY]الخبر المنشور بإحدى الصحف الناجية من حملة المصادرات الواسعة للصحف أمس.. يقول الخبر ( نفذت محكمة ود مدني بولاية الجزيرة عقوبة الجلد تحت المادة 152 من القانون الجنائي لعام 1991م على فتاتين تبلغان من العمر 16 عاماً و18 عاماً بسبب ارتدائهما (بنطلون)..

وما بين بنطال الزميلة الصحفية لبنى أحمد حسين وبنطال فتيات ود مدني أمس سنوات وسنوات اختفت فيها أخبار المادة 152 من قانون العقوبات لعام 1991 والذي يقضي بعقوبة تصل إلى 40 جلدة لكل من ارتكب فعلاً فاضحاً أو خدش الحياء أو ارتدى زياً غير محتشم في مكان عام.. اختفت أخبار البنطال النسائي رغم عدم اختفاء البنطال النسائي، بل رصدت بنفسي عشرات ( البناطلين ) ليس في الشارع العام فحسب، بل في شاشة الفضائيات السودانية وبرامجها وبنطالات أخرى عربية لصحفيات وإعلاميات جلسن ببنطالهن في المقعد المقابل لمقاعد شخصيات سيادية ومسؤولين كبار أثناء إجرائهم حوارات صحفية معهم.. الحياء العام لا يخدشه فقط بنطال فتيات الجزيرة لو كان البنطال فعلا ًخادشاً للحياء..

ولأن المادة 152 لا تتحدث عن البنطال النسائي بالاسم، بل تتحدث عن الزي الفاضح أو الخادش للحياء، فإن التمسك بتصنيف البنطال بشكل عام زياً فاضحاً هو تصنيف غير دقيق، فالكثير من البنطالات النسائية أكثر ستراً من غيرها من الأزياء التي يرتدينها بعض الطالبات والموظفات في الشارع العام في الخرطوم أو مدني أو بورتسودان ( السياحية )..

لماذا لم تظهر مثل هذه الأخبار إلا الآن تحديداً بعد أن كانت قد اختفت فترة من الوقت لم تترك فيها الفتيات لبس ( البنطلون ) يوماً من الأيام..؟ لماذا عادت وظهرت الآن تحديداً مع العلم أن تصنيف الزي الذي يوقع صاحبه تحت طائلة هذه المادة القانونية الفضفاضة ليس زياً محدداً بشكل واضح..

الأزياء النسائية وغير النسائية التي تخدش الحياء شائعة ومنتشرة في كل مكان في المكاتب وقاعات الجامعات وصالات الأعراس وشارع النيل وحدائق (حبيبي مفلس) وكل مكان، فهل يتم تطبيق القانون على الجميع وبأي معيار.. أم أن للقانون مواسم محددة وخيار وفقوس ومزاجات؟..

حتى الكثير من مذيعات القنوات السودانية ( ياما ) ظهرن بملابس غير لائقة وخادشة للحياء.. هل تم جلد إحداهن من قبل، بل يتعمد الكثير من المصورين تركيز عدساتهم على مواضع محددة وأوضاع جلوس محددة وفتيات جميلات خلال حفلات تلك القنوات في الخرطوم أو دبي.. أو حفلات تلك الصالة الشهيرة، والغريب أن بعضهن يكن جالسات بجوار أزواجهن أو آبائهن أو أمهاتهن أثناء تجول عدسات الكاميرا وتفحصها لكل تفاصيل خارطة وجوههن ( حتة حتة ).. أليس في ذلك خدش للحياء.؟!

بل ( سيبكم من كلامي ) وطالعوا هذا الخبر المنشور بصحيفة حكايات عام 2012 والذي يؤكد أن ملاحظاتنا هذه صحيحة والدليل في نص الخبر الذي يقول: ( وجّهت إدارة قناة النيل الأزرق مذيعاتها بضرورة تحرّي الحشمة في زيّهن واختيار الثياب الساترة مع تفضيل الحجاب والابتعاد عن الثياب الخفيفة التي تظهر ما تحتها، واستخدام الربط والدبوس لتثبيت الثوب على الرأس.. وأرجعت الإدارة توجيهاتها بضبط الزي للانتقادات الكثيرة التي تجاوزت أداء القناة وأصبحت تركز على شكل المذيعات وزيهن )..

انتقادات وصلت حد الإعلان عنها في اجتماع بالمذيعات.. هل تم جلد إحداهن.. أم فقط توجيههن بترك ذلك والالتزام بالزي الساتر؟.. فلماذا لا تقوم الشرطة بتوجيه مراهقات ود مدني وهن في عمر 16 و18 عاماً.. لماذا لا يتم توجيههن بنفس الأسلوب وإرشادهن بالتي هي أحسن كما يتم توجيه مذيعات قناة النيل الأزرق اللاتي أشار إليهن توجيه إدارة القناة في ذلك الوقت..؟ هل هو قانون أم شيء آخر .!؟

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]