صلاح حبيب
القاهرة وعيد الحب ودكتور “عصام”
في عيد الحب الذي تم الاحتفال به أمس يُعد برنامج خاص لذلك فالشوارع اكتست باللون الأحمر والفساتين امتلأت بالنقوش الحمراء، فالحياة جميلة ولم نسمع أن إماماً أو رجل دين أو حتى الأزهر الشريف أصدر بياناً في ذلك اليوم دعا المواطنين لمقاطعة ذلك الحفل لأن فيه القبلات والآهات والأحضان بين الشباب كما قال إمامنا الدكتور “عصام أحمد البشير”.. مصر تعد من الدول المحافظة دينياً وشارعها منضبط أكثر من الدول التي تدعي الإسلام فالحجاب الذي تحدث عنه ديننا الحنيف شاهدناه في مصر بداية الثمانينيات لم تجبر الدولة الفتيات على ارتداء الحجاب ولم يقتصر لبس الحجاب على المؤسسات التعليمية الدينية بدون الجامعات الأخرى بالعكس أن طالبات جامعة القاهرة والزقازيق والإسكندرية والمعاهد المختلفة التجارية والصناعية معظم الطالبات يرتدين الحجاب ويمارسن حياتهم بتلقائية شديدة لأن الشارع المصري تعود على الانضباط فإن لم تكن منضبطاً يعلمك الانضباط ونعرف لسان الإخوة المصريين تجاه الفتيات غير المنضبطات ولذلك فالكل منضبط.. فعيد الحب أو شم النسيم كلها مناسبات يروح فيها المواطن عن نفسه، وهم أهل فرح وبهجة وطرب، معظم الأسر تجدها في الحدائق العامة الأب والأم والأطفال جميعاً يلهون ويلعبون ويستمتعون بالحياة.. ولم نلاحظ ما نلاحظه في شارعنا العام أو في شوارع الدول العربية حتى في أسواق مصر لم نشاهد ظواهر شاذة كما تفعل بعض الشعوب حينما يرتادون الأسواق.
إن عيد الحب هو مناسبة وإن لم تكن ضمن أعيادنا كمسلمين ولكن إذا كان العيد بريئاً لا يخدش الحياء ولا يسئ لأحد أو تمارس فيه المنكرات، لماذا نلصق عليه تهماً أو أوصافاً غير متوفرة؟.
عقلية رجال الدين دائماً تتجه إلى القبلات الآهات والأحضان.. وهناك رجال دين يفعلون أسوأ ما يفعله أولئك المتهمون زوراً وبهتاناً. أنا هنا لا أحلل هذا العيد ولا أحرمه، ولكن لماذا لا يفرح الناس، لماذا لا نجعل حياتنا فرحاً وسروراً، لماذا لا نبتكر المناسبات السعيدة التي تزيل عنا كدر الحياة.. فمن يريد القبلات والآهات والأحضان يا دكتور “عصام” فلن يحتاج إلى مناسبة معينة فحياة أولئك كلها أعياد وليسوا في حاجة إلى مثل هذه الأعياد.. يجب أن نجعل منها يوماً سعيداً كالاحتفال بعيد الأم وعيد الأب وكل الأعياد الوطنية.[/JUSTIFY]