جمال علي حسن

“كيكة” مأمون حميدة.. وفيديو نافخ الرئة


[JUSTIFY]يبدو أنها شماعة جديدة عثر عليها مأمون حميدة ووجدها صالحة ولو مؤقتاً ليحمل عليها عبء التقصير.. يحدثنا وزير الصحة عن مزاحمة الأجانب للمواطنين فيما سماها بالخدمات الصحية المجانية بولاية الخرطوم.. ولا أدري عن أية خدمات صحية يتحدث الوزير.. وهل يقصد فعلا ً ولاية الخرطوم.. أم يتحدث عن إحدى كنتونات سويسرا.؟!

الحوادث والطوارئ في كل أنحاء الدنيا أبوابها مفتوحة للجميع- مواطنين وأجانب- حتى في تلك الدول التي لا تطلب من زائرها وثيقة تأمين صحي خلال فترة زيارته، لا يمكن أن يتحدث فيها مسؤول أو وزير الصحة مستكثراً على الأجانب خدمات الحوادث والطوارئ.. فهذا عرف إنساني لا نقاش حوله.!!

أما الخدمات الصحية الأخرى في المستشفيات الحكومية، فإن فيديو واحد جديد وقصير جداً ومختصر وصادم ينتشر هذه الأيام على (اليوتيوب) أدعوكم جميعاً لمشاهدته وعنوانه كالآتي: ( شاهد تدهور الخدمات الصحية في السودان.. غرفة العناية بمستشفى الخرطوم).. والفيديو يصور مرافق يمسك ببالون تنفس صناعي يدوي وتقليدي جداً متصل بصمام لضخ الهواء لفم أو لقصبة المريض الهوائية لإحداث عملية شهيق اصطناعية والسماح بالزفير.. والمريض في حالة متدهورة جداً ولا وجود لأي ممرض كادر طبي بجواره أو شخص مختص، بل الذي يقوم بهذه العملية هو مرافق هذا المريض ( ينفخ ) بالبالون رئة المريض في عملية شهيق صناعي مستمر ويقوم بذلك بالتبادل مع بعض أفراد أسرة المريض.. وحسب الفيديو أن هذا المرافق ظل يمارس هذه العملية لمدة 24 ساعة ولا يزال يمارسها حتى لحظة تسجيل الفيديو.. وسيظل يقوم بهذا العمل حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا..

عن أي خدمات صحية يحدثنا مأمون حميدة؟.. وهذه هي أكبر مستشفى في السودان وأكبر مستشفى في ولايته تعمل على ما يبدو بنظام ( الخدمة الذاتية ) أو البوفيه المفتوح.. تأتي وتقدم لنفسك أو لمريضك الخدمة الصحية بلا فهم ولا معرفة بهذه الأعمال التخصصية الحساسة، يقوم أهل المريض بمباشرة عمليات علاجية لمريضهم داخل المستشفى وداخل غرفة العناية..

هل هذه هي الخدمات التي تتحدث عنها.. ولماذا يستنكر مأمون حميدة اكتشافه لـ 63 حالة انتحال لصفة الطبيب، يعملون بالولاية و34 كادراً يعمل بالمؤسسات العلاجية الخاصة غير مسجل في أي المجال.. لماذا يستنكر ذلك الخبر رغم خطورته طالما أن مرافق المريض وبعلم المستشفى والوزارة يقوم هو أيضاً بمباشرة مهام الأطباء وكوادرهم المساعدة..؟ والفيديو الذي أشرت إليه هو خير دليل وبرهان..

لا تبحث عن شماعة لتعليق الفشل.. نعم مطلوب تقنين أوضاع الأجانب بشكل عام، هذه حقيقة وقد ظللنا نطالب بها في قضايا أخطر وأكبر من المزاحمة في كيكة غير موجودة أصلا.. حذرنا من انتشار بعض الأمراض والأوبئة.. شماعة الأجانب ليست مبرراً لنقص وضعف الخدمات الصحية في الولاية..

وليس صحيحاً حديث الوزير أن ( كيكة الخدمات الصحية بتكفي لو خلينا الكرم الزايد ) حسب وصفه ومفرداته التي استخدمها في مؤتمره الصحفي.

لك أن تحدثنا عن مزاحمة الأجانب لـ( كيكة الخدمات الصحية المجانية) حين تكون هناك كيكة خدمات مجانية حقيقية ولا تحدثنا عن أوهام وخيال وشماعات لتعليق الفشل والتدهور الصحي الذي تعيشه الولاية..

نعم هناك مستشفيات جديدة وجيدة في مبانيها تم تشييدها مؤخراً بعدد من محليات الولاية وقد أتيحت لي الفرصة لزيارة معظم تلك المستشفيات والمراكز الجديدة قبل عدة أشهر، لكن المحك والفيصل هي الخدمات فالمباني لا تنقذ مريضا ولا تشفي عليلا ً.. وإذا كانت هذه هي حال الخدمات الصحية بحسب فيديو ( نافخ الرئة )، فإن المباني الأنيقة لن تشفع لكم شيئاً وليس بمقدورها أن تمسح كلمة فشل من على جبين الخارطة الصحية بولاية الخرطوم.

شوكة كرامة:

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]