عبد الجليل سليمان

وردي.. تلقانا بنحبك أكتر كل مرة


[JUSTIFY]لست وحدي من بين من هم منخرطون في استعادة (وردي) اليوم، من يجد نفسه أكثر احتفاءً به فناناً دون ما اكتنف مسيرته من صعود وهبوط في مواقفه السياسية الأكثر ميلاً إلى اليسار عموماً وإلى قيم الحرية والديمقراطية على وجه الخصوص، لذلك بدأت صباحي في تأمل أُغنياته الخفيفة الرشيقة التي دائماً ما يتناساها كثيرون من ساردي سيرته، بينما هي في واقع الأمر التي ذاعت ونشرت شهرته في آفاق أفريقيا (وقبلها الأربع).

جرِّب، أن تبدأ صباحك بالاستماع إلى أغانٍ مثل “وسط الدايرة يا أجمل نايرة خلى قلوبنا تطير/ وارحلي بينا فراشة حنينة بين زينات وعبير/ لما الخصلة تدور طربانا نبقى حرير في حرير”.. “يا سليم الذوق لو تعرف الشوق ابقى انزل يوم من علاك الفوق/ شوف عمايل الحب في الحشا المحروق”.

وتنقل بين كجراي، الحلنقي، إسماعيل حسن، محمد يوسف موسى، المكاشفي محمد بخيت (صاحب أغنية فتش في ترابك) وتتبع خطواتهم جميعاً، وانصت في منتصف نهارك إلى: “قليبي المنو أصلو شقاي وريدي يزيد الهم عليّ/ يسفح وريدي/ يعشق بالألم نبرة قصيدي”.. “لو حاولت تهجرني أو تنساني من تاني ترجع يوم تجد حبك بدد شكي وأحزاني بدل همي في الدنيا وعاد بالفرحة ألحاني أنا لا.. ما بنساك”.

ثم خذ قيلولتك وأغفو بين تضاعيف: “الحبيب قلبو طيب العواذل ضللوه/ يا حبايب اسألوه/ لو تناساني وتبدل بغرامي ذكروه”.. و”حبيب مشتاق أشوف عينيك وشعرك موج على خديك هناي في بسمتك.. في وقفتك.. في مشيك بالغالي العزيز أفديك يا ناسينا يا مجافينا حن علينا”.

وأمضي بعيد الظهيرة وأنت على تخوم (العصر) إلى: “قست الدنيا عليا وجافى النوم عينيا مع هجرانك لية حالفة تغدري بيّا”.. “أوع يا قلبي تنسى في لحظة الوصية أنا عرفك حنين بتشمت علية أوع يا قلبي تنسى أوع يا قلبي”.. “ارتعاشاتك بتحكي قصة أحلامك معاي وكل خفقة في قلبي نغمة تحكي ليكي شوقي وهواي إنت في بهجة شبابك وحبي ليك من غير نهاية مافي داعي”.

ثم يأتيك الليل، فاستثمره وشنف أذنك بـ “فتش في ترابك ..قَلِبوُ ذرة ذره.. تلقانا بنحبك أكتر كل مرة نحن أولاد كفاحك رغم وجودنا بره.. رغم الخطوة تاهت.. رغم الغربة مُرة”.

وتصبحون على وردي الفنان، والفنان فقط.
[/JUSTIFY]