صلاح الدين عووضة
نادرة الوجود !!
*ثم نزل عليها ماء دمع فاهتزت وربت وانبتت خاطرة في منبرنا الإلكتروني..
*دمع صديق متوافرة له – أو هكذا كنت أظن – أسباب السعادة كافة..
*ثم فوجئت به يسألني : إلى متى تظل السعادة (نادرة الوجود) في حياتي والعمر يمضي؟!..
*ويضيف قائلاً : رغم احساسي بأنها في متناول (قلبي)..
*وتنبهت – حينها – إلى تطابق الذي في خيالي ذاك مع الذي قاله صديقي هذا..
*فالذي يبحث عنه أبحث عنه أنا بدوري وهو قد يكون بجانبي ولا أدري..
*بل هو معي ، ومن أمامي ، ومن خلفي ، ومن فوقي ، وبين يدي..
*فنحن (نفوت) لحظات السعادة – ونتجاوزها – كل يوم لتضحى ذكرى ماضوية (حلوة) نتمنى أن لو تعود ..
*أي أننا لا (نعيشها) في وقتها انشغالاً من جانبنا بقادم الأزمان حتى إذا غدت وراء ظهورنا (تحسرنا) عليها ..
*فتظل – من ثم – عبارة (الزمن الجميل) هي شعار كل من أوغل في دروب السنوات منا رغم أن لكل لحظة (زمنها الجميل)..
*فالعصافير ما زالت تشقشق ، والنسيم يسري ، والقمر يبزغ ، والنيل يجري ، والدجى يحضن آهات الأحبة ..
*ورحم القدر لا مازال يلد أناساً (جميلين) فيهم صفاتٌ وسماتٌ وأشباهٌ من الذين (مضوا)..
*والحب ما زالت دانيةً قطوفهُ – لمن يشاء ويرغب – تجاه الناس والزمان والمكان والأشياء ..
*وإيليا أبو ماضي قال مسائلاً (سلمى) المكتئبة شعراً : أم خفت أن يأتي الدجى الجاني ولا تأتي النجوم؟! ..
*وكذلك لا يستطيع أي (جانٍ)- من الزمان – أن يمنع عنا النجوم مهما طغى وتجبر..
*ولا الهواء ، ولا السماء ، ولا الغناء ، ولا البهاء …
*ولا النيل والنخيل ، و الزروع والضروع ، والطِيب و(الهمبريب)..
*فليست (نادرة الوجود) – إذاً – السعادة يا صديقي ..
*فقط عليك – وعلينا – أن نستشعرها بدواخلنا ونحن لله شاكرين ..
*وبالمناسبة ؛ يستطرد صديقي (التعيس) في خاتمة لقائنا..
*كانت في حيز وجود صفحتنا العنكبوتية واحدة تسمي نفسها (نادرة الوجود)..
*ثم (طلعت) بغتة – كما زيد في ألفية ابن مالك – من (الوجود) المذكور ..
*كانت ذات مداخلات تنضح حزناً وتعاسة و(غرابة)..
*ولربما وجدت السعادة بعيداً عن نكد كلماتنا المشبعة بنكد (الواقع)..
*أو انتشلها من وجودنا هذا (نادر الوجود!!).[/JUSTIFY]