الطاهر ساتي

لايستهدفون الرئيس فقط !!

[ALIGN=JUSTIFY]** لا يريدون لكل البلد استقراراً سياسياً ، وكذلك لا يريدون لدارفور سلاماً كما يزعمون .. فاربط خيوط بعض تفاصيل الأزمة ببعضها ، ثم اربط تلك الخيوط بخيط قرار مدعي المحكمة الجنائية الدولية ، لتكتشف بانهم ينسجون خيوطاً حول البلد وشعب البلد ، كما تفعل العناكب بفريستها قبل الإلتهام .. ويخطئ من يظن بأن قرارات أوكامبوا تستهدف أفراداً في السلطة الحاكمة فقط لاغير ، وكذلك يخطئ من يظن أن محكمة لاهاي تسعى لمحاكمة هؤلاء الأفراد فقط لاغير .. يخطئ من يظن ذلك .. قرارات أوكامبو وأوامر لاهاي و تعليمات مجلس الأمن – وغيرها – ما هي إلا أدوات هندسية يهندس بها المجتمع الدولي – اسم الدلع لأمريكا – خارطة الطريق لقطار النظام العالمي الجديد ، وهو نظام قطاره يؤمن بأن الفوضى الخلاقة هي البديل الأنسب للاستقرار في دول العالم الثالث .. وأنظر لحال العراق وفوضى بغداد – التي وصفتها الإدارة الأمريكية بالخلاقة – لتعرف لماذا ينسج المجتمع الدولي خيوطه حول السودان بمظان انه يبسط العدل والسلام في دارفور ، أو هكذا يترآى لقصار النظر …!!
** والأن أجمع – عزيزي القارئ – الخيوط ببعضها .. قبل التوقيع على اتفاقية أبوجا بشهر ونصف حذر المجتمع الدولي – بلسان وسطاء أبوجا – الحركات المسلحة من مغبة عدم التوقيع على الاتفاقية ، ثم تمادى في التحذير مؤكدا بان أية حركة لاتوقع ستدرج تلقائيا في قائمة المنظمات الإرهابية .. حديثهم هذا موثق في أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة .. ولكن يوم توقيع بعض الحركات رفض البعض الآخر .. فلم يصمت المجتمع الدولي – بالعاً تحذيره – بل تبنى رعاية الحركات الرافضة سياسياً وعسكرياً .. وظل يمدها برسائل العناد ورفض التفاوض ، ثم أمدها – بواسطة تشاد وأخريات – بوسائل غزو أم درمان .. وتلك الرسائل والوسائل هى التي تمد عمر الأزمة في دارفور، وتحجب عن أهلها السلام والاستقرار .. والمجتمع الدولي الذي جاء بالحركة الشعبية وحركة التحرير من سوح الحرب الي سوح السلام ، ليس بعاجز عن أن يأتي بغيرهما ، ولكن طمعاً في تنفيذ مخطط «الفوضى الخلاقة » يحرص هذا المجتمع الدولي على سقي بذور بعض الحركات هناك بالرعاية ، ثم بارسال مثل هذه ..« الرسائل المفخخة » ..!!
** وأوكامبو – ومن يقف وراء ه – ليس بغباء بحيث لايعرف مايمكن ان تحدثه «رسالته المفخخة » .. وهى أحداث لو حدثت – لاقدر الله – لن يكون في كل البلد موطئ قدم يصلح أن يعيش فيه المواطن السوداني بسلام ، ناهيك عن دارفور ومايمكن أن يحدث فيها .. وتلك الأحداث التي يستطيع أن يتخيلها كل ذوي الأبصار والبصائر هى مايريدها ويسعى إليها «من يقف وراء أوكامبو » .. ولصناعة تلك الأحداث اختار مدعي لاهاي الوقت المناسب لإرسال الرسالة المناسبة التي تحدث الحدث المناسب .. البرلمان أجاز قانون الإنتخابات .. شريكا السلطة رسما خارطة الطريق لقضية أبيي .. إرادة السلام ثم الرغبة في وضع حد لأزمة دارفور توفرتا عند الحكومة وزعماء الإدارة الأهلية بدارفور .. القوى السياسية المعارضة تنفست أنفاس التحول الديمقراطى المرتقب وشرعت تفكر في تنظيم صفوفها بعقد مؤتمراتها .. المناخ الاقتصادي جاء برأس مال أجنبي لم تشهد البلاد مثل ضخامته في تاريخها البعيد والقريب ..عام فقط يفصل المواطن عن صندوق الاقتراع ..كلها مؤشرات توحي بأن غد السودان يمكن أن يكون أفضل من أمسه ويومه هذا ، ولكن رسالة مخففة – كهذه – ما لم تتعامل معها الحكومة والمعارضة والشعب بالحكمة والمسؤولية الوطنية قد تذهب بكل تلك المؤشرات وتذهب بالبلاد والعباد إلي هاوية الفوضى .. وهذا مايريده من يقف وراء أوكامبو .. وعلى الجميع – حكومة ومعارضة وشعبا – التحلي بالوعي ، وذلك بإعلاء الإرادة الوطنية بكل غاياتها على الأجندة الحزبية بكل تفاصيلها .. ونواصل – التوضيح – تحت عناوين مختلفة ، مع الدعاء بأن يحفظ الله السودان من كل شر يستهدف ..« وجوده فى خارطة الكون » … !!
إليكم – الصحافة -الثلاثاء 15/7/ 2008م،العدد5414
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]