لم تقرؤه الرقابة
* بعد قليل من انتهاء حديثى مع الأخ يوسف اتصل بى – وكنت أراجع المقال للمرة الأخيرة قبل ارساله – ليخبرنى باتصال الرقيب الأمنى به لينبهه بأن الرقابة قائمة ولم ترفع بعد لعدم تلقيه إخطارا رسميا بذلك، وإنه سيحضر الى الصحيفة ليمارس عمله كالمعتاد ما لم يتلق أمرا غير ذلك، وهو بالطبع أمر مفهوم ومقبول منه بل يحمد عليه لأنه يدل على انضباطه ومهنيته العالية التى تمنعه من أخذ أوامره وتعليماته من نشرات الأخبار، كما أنه تصرف نبيل منه يستحق عليه كل التقدير والثناء باعتبار أنه لا يريد للصحيفة أن تستبق صدور القرار بشكل رسمى فيصيبها ضرر بالغ أو تحتجب عن الصدور فى حالة نزع مواد كثيرة منها فى وقت ضيق لا يتيح لها استبدالها بمواد أخرى، إذا ظلت الرقابة قائمة فى ذلك اليوم (أمس الأول) !!
* بناءً على اتصال الأخ يوسف أجريت بعض التعديلات على المقال حتى يمر من الرقيب بدون خسائر، ثم اضفت كلمة (المرتقب) التي ظهرت فى مقال الأمس فى الاشارة لقرار السيد رئيس الجمهورية برفع الرقابة عن الصحف، الأمر الذي ربما يكون قد عده القراء (عدم متابعة للأخبار)، فكيف أصف القرار بـ(المرتقب) بينما أذاعته العديد من أجهزة الاعلام وسمع معظم الناس به؟! وهو بالتأكيد خطأ لم يكن ليحدث لولا اتصال الرقيب وحديثه مع الزميل يوسف ليلة أمس الأول بأن القرار لم يصدر له بعد بشكل رسمي وانه سيأتي للصحيفة ليمارس عمله كالمعتاد !!
* عليه، وإزالة للبس قبل تبرئة النفس من تهمة (عدم المتابعة) التي ربما تكون قد خطرت بأذهان البعض، وتوضيحا لظهور كلمة (المرتقب) في مقال الأمس عند الاشارة لقرار الرئيس برفع الرقابة، واحتراما للقارئ أولا وأخيرا، كان لا بد من هذا المقال التوضيحي الذي لم تقرؤه الرقابة ، وعذرا إن كنت قد أخطأت !!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 29 سبتمبر، 2009