تحقيقات وتقارير

داكار ترى شجرا أمريكيا يسير :دارفور .. نوايا بوش وتحذيرات واد


[ALIGN=JUSTIFY]انشغال الرئيس السنغالي عبد الله واد بقضية دارفور والرغبة فى الحفاظ على علاقات جيدة بين السودان وتشاد، لم يتوقف بانتهاء توليه رئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي، فالزعيم السنغالي ظل منشغلا بملف دارفورمنذ اندلاع الازمة قبل خمس سنوات وأسهم مع الرئيس النيجيري السابق اوباسانجو فى تذليل العقبات امام مفاوضات سلام دارفور التى افضت الى اتفاقية ابوجا للسلام فى مايو من العام 2006، وعبد الله واد يتمتع بعلاقات جيدة مع فرنسا بحكم ارتباط السنغال بالمستعمر السابق، وبعلاقة جيدة كذلك مع الولايات المتحدة الامريكية وصداقة خاصة مع الرئيس جورج بوش، ونادراً ما يجمع رئيس افريقي مستوى جيداً فى العلاقات مع فرنسا وامريكا فى آن معاً لما لدى البلدين من تنافس محموم للسيطرة على القارة الافريقية، مما يعطى واد ثقلاً سياسياً معتبراً فى المنطقة، وسعى واد الى توظيف هذه العلاقات لصالح حل أزمة دارفور، وتجليات ذلك تظهر فى مبادرة رأب الصدع بين السودان وتشاد توطئة لحل سلمي لأزمة دارفور من شأنه ان يبطل مفاعيل كل الحملات الدولية على السودان ابتداء من اتهامات المحكمة الجنائية الدولية للرئيس عمرالبشير بجرائم حرب فى دارفور.

وكانت السنغال توسطت لإجراء مصالحة بين السودان وتشاد على هامش قمة منظمة المؤتمر الاسلامي التي استضافتها العاصمة السنغالية داكار فى مارس الماضي ، ولكن المصالحة انهارت تحت وقع هجوم حركة العدل والمساواة على مدينة امدرمان فى مايو الماضى بدعم من تشاد.

ورغم تداعيات توتر وانقطاع العلاقات الدبلوماسية بين السودان وتشاد التى اسهمت فيها الاجواء الدولية المعادية للسودان ، ظل الرئيس السنغالي ممسكا بالامل ومثابرا من اجل اعادة العلاقات بين البلدين ونجحت مساعيه، من خلال رعايته لمحادثات جرت في العاصمة داكار يوم الخميس الماضى بين وزيري خارجية السودان وتشاد وممثلي الاتحاد الافريقي، وانتهت الى الموافقة على اعادة العلاقات الدبلوماسية.

وينطلق الرئيس السنغالي فى مساعيه لرأب الصدع بين البلدين من المخاطر التى تهدد السودان ، ويطلع عليها واد بحكم علاقاته المتميزة مع قادة الدول الكبرى، وكشف واد لوسائل الإعلام أخيرا أن الرئيس الأميركي جورج بوش قال لزعماء افارقة في احدى المراحل ان الولايات المتحدة قد ترسل قوات الى درافور إذا لم يعملوا على ايقاف ما يرى انه إبادة جماعية هناك. واضاف واد ان بوش الذي ضغط بشدة من اجل تحرك دولي قوي لإنهاء الصراع في دارفور وجه هذه التحذيرات له ولكنه لم يحدد متى وفي أي ظرف. وقال واد انه اخذ تحذير بوش بارسال قوات الى دارفور “بجدية تامة. خصوصا انه في حالة (الغزو الذي قادته الولايات المتحدة) للعراق أبلغني به بوش مسبقا قبل يومين من القيام به”. وقال الزعيم السنغالي في بيان صدر في داكار “تعين علي أن أنقل للرئيس البشير ولزملائي الافارقة الآخرين تحذيرات الرئيس بوش من انه إذا لم تفعل افريقيا شيئا لإنهاء المأساة في دارفور فان الولايات المتحدة قد تتجاوز مجلس الأمن الدولي وترسل وحدات عسكرية الى دارفور”. وأضاف “حاولت أنا وزملائي الافارقة إقناعه بالعدول عن ذلك وإقناعه بأن يترك لنا الأمر لمحاولة حل هذه المشكلة بيننا نحن الافارقة”.

تصريحا ت الرئيس السنغالي فى هذا الوقت بالذات ، تثير اكثر من سؤال حول مستقبل تطورات ازمة السودان والمحكمة الجنائية الدولية التى تستخدمها الولايات المتحدة الامريكية كفزاعة لتمرير اجندتها، وهل يرى القادة الافارقة (الشجر) الامريكى وهو يسير الى دارفور، الواقع يشير الى ان المواقف الرسمية الافريقية حتى الآن جاءت محذرة من مغبة الاستمرار الى نهاية الشوط فى مسألة المحكمة الجنائية الدولية والتهديد المبطن الذى تحمله اتهامات المحكمة لمسيرة الامن والسلم الافريقيين.
محمود الدنعو :الراي العام [/ALIGN]