تحقيقات وتقارير

القذافي على الخط :باسول وعمرو موسى بالخرطوم.. البحث عن طريق ثالث

[ALIGN=JUSTIFY]طالبت الحكومة، الإدارة الأمريكية باتخاذ موقف واضح تجاه المحكمة الجنائية الدولية وادعاءاتها ضد الرئيس عمر البشير، ووصفت اراءها بالمتأرجحة والمتناقضة،بينما سارعت واشنطن الى تأكيد أهمية احراز تقدم ملموس علي الأرض في دارفور ، في وقت تعهد الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسول، ببذل كل ما في وسعه لارجاء تقرير مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو، بغية اعطاء الفرصة لتحقيق السلام في دارفور.
يأتي ذلك، في وقت دفع فيه الزعيم الليبي معمر القذافي بمقترحات وصفت بالايجابية بشأن التعامل مع اوكامبو، ومعالجة قضية دارفور.
وقال وزير الدولة بالخارجية علي أحمد كرتي، في تصريحات صحافية عقب لقائه أمس القائم بالاعمال الأمريكي بالسودان البرتو فرنانديز، انه ابلغ القائم بالأعمال موقف الحكومة السودانية،« وطلبنا منه تحديد موقف واضح من الإدارة الأمريكية تجاه هذه المحكمة، طالما انها لم توقع عليها ، وطالما أن لديها مصلحة، ورأى ضرورة الالتزام باتفاقيات السلام».
واعتبر كرتي «ان عين التناقض ان تطالب بالسلام في دارفور وبتنفيذ الاتفاقات وفي نفس الوقت يتم استهداف رئيس الدولة الذي يضمن كل ذلك».
واضاف قائلاً: ان هناك أدواراً مختلفة تقوم بها جهات مختلفة داخل الإدارة الأمريكية «حيث يحمل البعض ملف المحكمة الجنائية ويبشر به قبل أن تعلنه المحكمة، والبعض الآخر يتنصلون من هذا الموقف».
واكد، ان الموقف الرسمي لواشنطن يعطي الاهمية للاوضاع وانفاذ اتفاق السلام ، وقال ان الموقف الرسمي الذي استمعنا إليه الآن هو أن امريكا تعطي اهمية كبري للاوضاع علي الارض وضرورة المحافظة علي تنفيذ الاتفاقيات التى تمت مع الحكومة السودانية.
وقال كرتي، انه ذكر للقائم بالأعمال الأمريكي، ان ذلك يقتضي ألا توجه الاتهامات بهذه الصورة للحكومة السودانية .
من جانبه، قال القائم بالأعمال الأمريكي ، ان الحوار مع وزير الدولة بالخارجية كان بناءً وايجابياً،
واضاف ، اننا نريد التركيز علي المستقبل، وان من الأولويات احراز تقدم ملموس علي الأرض في دارفور، والحصول علي التحسن الملموس بالحوار مع السودان والامم المتحدة والمجتمع الدولي، مشيراً الى وجود صعوبات حقيقية بدارفور تتمثل في مشاكل النازحين والفقر والجوع والرعب.
الى ذلك، رهن مدير الادارة الاميركية بالخارجية السفير عبد الباسط السنوسي، استئناف الحوار مع اميركا برغبة الاخيرة.
وقال في تصريحات صحافية،«مثلما كانت سبباً في ايقافها انفاً عليها ان تحدد الان استئنافها».
من جانبه، وضع الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسول أمام الرئيس عمر البشير تعهدات ببذل كل ما في وسعه لارجاء تقرير مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو، بغية اعطاء الفرصة لتحقيق السلام في دارفور.
ونقل الوسيط ، الذي سيبدأ مهمته في الاول من أغسطس المقبل، للبشير تضامن نظيره البوركيني حيال الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وبدأ الوسيط الدولي أمس زيارة استكشافية للخرطوم، التقى خلالها بالرئيس عمر البشير، ووزير الدولة بالخارجية على كرتي، ومساعد الرئيس نافع علي نافع.
واكد للصحافيين، انه سيزور دارفور للقاء قادة الحركات المسلحة، فور تسلمه المهمة رسميا بعد تنحيه عن منصب وزير خارجية بلاده في الأول من اغسطس.
ووجه باسول نداءً لجميع السودانيين للعمل من أجل بناء عملية السلام في دارفور، من أجل سودان قوي وموحد، ودعا كافة الأطراف لوقف فوري لاطلاق النار لجهة خلق شروط ومناخ للبحث عن حل سياسي شامل، واقر بأن مهمته ستكون صعبة، «ولكنها ليست مستحيلة»، وانه بمساعدة الأطراف سيحقق المزيد من النجاح، وعبر عن انطباعات جيدة خلال زيارته الاستكشافية، بسبب تلمسه لارادة قوية ومبادرات تهدف لتعزيز الحوار، معلنا سيره في ذات الاتجاه عند بدء المهمة.
ونبه الى ان اهم أولوياته هي ما يحدده السودانيون، وأضاف «يبدو لي ان الجميع يمضون لتعزيز التشاور والحوار».
وحسب المتحدث الرسمي باسم الخارجية علي الصادق، فان باسول حذر من «ان كل من يعزل نفسه عن الحوار السياسي سيتحمل مسؤوليته كاملة أمام المجتمع الدولي».
واكد تمتع باسول بذات التفويض، الذي كان ممنوحا لالياسون وسالم، بيد ان الوسيطين فضلا التنحي بسبب استهلاك وقت كبير دون التوصل للنتائج المطلوبة.
وأشار الى ان باسول كوسيط سيعمل على جمع المبادرات السابقة، وتسخير التحركات الداخلية والاقليمية والدولية لحل الأزمة.
من جانبها، رفضت ليبيا التهم التي وجهها مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو، واعتبرتها غير اخلاقية ولا قانونية ولها خلفيات خطيرة ،بينما دفع زعيمها معمر القذافي بمقترحات وصفت بالايجابية ، بشأن التعامل مع اوكامبو ومعالجة قضية دارفور.
واستقبل القذافي أمس، نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، والوفد المرافق له، الذي نقل له رسالة من الرئيس عمر البشير حول التطورات الاخيرة في السودان.
ونقلت «سونا» عن نائب رئيس الجمهورية، انه قام بزيارة عمل مفيدة وناجحة للجماهيرية ،تبادل خلالها الرؤى حول التطورات الجارية في السودان، واصفا اللقاء بانه كان ايجابيا من حيث الافكار التي طرحها القذافي بشأن امر التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية، وبشأن معالجة قضية دارفور، والقضايا الاقليمية.
واضاف طه ،انه تم الاتفاق علي آلية متابعة لما جرى تبادله من افكار .
واعرب عن امله في ان تكون الزيارة والموقف الواضح، الذي اتخذته القيادة الليبية له أثر في دفع جهود السودان لاحتواء هذه المؤامرة، وعلي استقرار السودان وسيادته، وكذلك في معالجة الاوضاع بدارفور.
من جهته، وصف امين شئون الاتحاد الافريقي بالجماهيرية الدكتور علي عبد السلام التريكي ،خطوة اوكامبو بأنها مؤامرة خطيرة تستهدف السودان بالدرجة الاولي، وافريقيا والوطن العربي كله.
وقال التريكي، ان ا دعاء المحكمة الجنائية الدولية غير قانوني وغير اخلاقي وله خلفيات خطيرة، مضيفا ان ما يمس السودان يمس الجماهيرية الليبية.
ووصل الخرطوم امس عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ودخل فور وصوله في مباحثات مع رئيس الجمهورية عمر البشير لطرح خطة الجامعة العربية لمعالجة الازمة
نهى عمر الشيخ: أحمد فضل :الصحافة [/ALIGN]