سلوفاكيا تُقصي إيطاليا بثلاثية وتتأهل للدور الثاني مع الباراغواي
فجرت سلوفاكيا مفاجأة من العيار الثقيل عندما تغلبت على إيطاليا 3-2 وجردتها من اللقب في طريقها إلى التأهل إلى الدور الثاني برفقة البارغواي التي تأهلت بدورها للمرة الرابعة في تاريخها بتعادلها مع نيوزيلندا صفر-صفر الخميس 24-06-2010 في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة ضمن مونديال جنوب إفريقيا 2010 لكرة القدم.
ويأتي تأهل سلوفاكيا للمرة الأولى في تاريخها وذلك في مشاركتها الأولى الرسمية في النهائيات.
وتدين سلوفاكيا بإنجازها التاريخي إلى مهاجمها المخضرم روبرت فيتيك الذي سجل الهدفين في الدقيقتين 25 و73 رافعا رصيده إلى 3 أهداف في صدارة لائحة الهدافين إلى جانب الأرجنتيني غونزالو هيغواين، قبل أن يضيف البديل كميل كوبونيك الثالث في الدقيقة 89، في حين سجلت إيطاليا هدفيها عبر انطونيو دي ناتالي (81) وفابيو كوالياريلا (90+2).
وأنهت سلوفاكيا الدور الأول في المركز الثاني برصيد 4 نقاط بفارق نقطة واحدة خلف البارغواي المتصدرة ونقطة واحدة أمام نيوزيلندا، مقابل نقطتين لإيطاليا الرابعة الأخيرة.
ولحقت إيطاليا حاملة اللقب بفرنسا الوصيفة التي ودعت بدورها من الدور الأول بحلولها رابعة وأخيرة في المجموعة الأولى برصيد نقطة واحدة خلف الاوروغواي والمكسيك وجنوب إفريقيا.
وهي المرة السادسة التي تودع فيها إيطاليا النهائيات من الدور الأول بعد أعوام 1950 عندما تنازلوا باكرا عن اللقب الذي توجوا به عام 1938، و1954 و1962 و1966 و1974.
المشاركة الأولى
وكررت سلوفاكيا المصنفة 34 عالميا والتي تشارك في العرس العالمي للمرة الأولى في تاريخها، تجارب أخرى سابقة للمشاركين الجدد، على غرار اوكرانيا التي وصلت إلى الدور ربع النهائي عام 2006 قبل أن تخسر أمام إيطاليا بالذات، والسنغال التي بلغت ربع نهائي 2002 عندما تغلبت على فرنسا حاملة اللقب في الدور الأول، ونيجيريا التي بلغت الدور الثاني عام 1994 متقدمة على الارجنتين وبلغاريا، وجمهورية ايرلندا التي وصلت إلى ربع نهائي 1990، والقصة الخرافية لكوريا الشمالية عام 1966 عندما هزمت إيطاليا وسقطت بصعوبة أمام برتغال أوزيبيو 3-5.
وكانت المواجهة بين إيطاليا وسلوفاكيا الأولى بين المنتخبين في مسابقة رسمية منذ تأسيس الاتحاد السلوفاكي عام 1993 إثر الانفصال عن تشيكيا، علما بأن الإيطاليين تواجهوا مع تشيكوسلوفاكيا في مناسبتين خلال النهائيات، الأولى تعود إلى نهائي عام 1934 عندما توج “الازوري” بلقبه الأول بعد فوزه 2-1 بعد التمديد، وفي دور المجموعات عام 1990 عندما فاز أيضا بهدفين سجلهما سلفاتوري سكيلاتشي وروبرتو باجيو في مباراة شارك فيها مدربها الحالي فلاديمير فايس.
والتقت إيطاليا مع سلوفاكيا مرة واحدة وديا عام 1998 في كاتانيا وفازت الأولى بثلاثية نظيفة.
وكانت إيطاليا التي خاضت مباراتها ال80 في نهائيات كأس العالم التي تحمل لقبها 4 مرات، بحاجة إلى التعادل فقط لضمان مواصلة دفاعها عن اللقب، لكنها عجزت عن ذلك بسبب أدائها المتواضع خصوصا في الدقائق ال60 الأولى ولم يتحسن أداؤها إلا في الدقائق العشر الأخيرة، إلا أن ذلك لم يكن مجديا لأن سلوفاكيا عقدت مهمتها في كل مرة كان الطليان يقلصون الفارق.
وباتت إيطاليا ثالث منتخب بطل يخرج من الدور الأول لنهائيات كأس العالم.
وكان المنتخب البرازيل أول بطل يخرج من الدور الأول وذلك عام 1966 في انكلترا عندما خسر أمام البرتغال والمجر 1-3 وفوزه على بلغاريا 2-صفر، بعد أن توج في النسخة السابقة في تشيلي. أما الثاني فكان الفرنسي عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما خسر مباراتين أمام السنغال صفر-1 الدنمارك صفر-2 وتعادل في واحدة سلبا مع الاوروغواي من دون أن ينجح في تسجيل أي هدف.
وكان المنتخب الإيطالي يمني النفس في أن يصبح أول منتخب يحتفظ باللقب منذ البرازيل عامي 1958 و1962، علما بأن إيطاليا كانت أول من حققت هذا الإنجاز عامي 1934 و1938 بقيادة مدربها الشهير فيتوريو بوتزو، لكن أحلالمه ذهبت سدى.
ولم يقدم المنتخب الإيطالي ما يشفع له كبطل للعالم بل إنه لم يخلق أي فرصة حقيقية للتسجيل في الشوط الأول باستثناء تسديدتين في بداية المباراة دون خطورة.
وأجرى مدرب إيطاليا تبديلين على التشكيلة التي سقطت في فخ التعادل أمام نيوزيلندا بإشراكه جينارو غاتوزو وانطونيو دي ناتالي على حساب كلاوديو ماركيزيو ، فيما استمر غياب اندريا بيرلو بسبب الإصابة قبل أن يضطر ليبي إلى الدفع به كورقة أخيرة في الشوط الثاني على الرغم من عدم اكتمال شفائه، فتحسن أداء الإيطاليين نسبيا لكن دون جدوى.
أما مدرب سلوفاكيا فلاديمير فايس فأجرى 4 تعديلات على التشكيلة التي خسرت أمام البارغواي فأشرك رادوسلاف زابافنيك وميروسلاف ستوخ ويوراي كوكا واريك يندريسيك مكان كورنيل سالاتا وفلاديمير فايس ويان كوزاك وستانيسلاف سيستاك.
وبادرت إيطاليا إلى تهديد مرمى سلوفاكيا مبكرا من تسديدة قوية لدي ناتالي فوق العارضة (2)، وأخرى لفيتشنزو ياكوينتا من داخل المنطقة بجوار القائم الأيسر (4).
وردت سلوفاكيا عبر قائدها ماريك هامسيك من تسديدة على الطائر مرت بجوار القائم الأيسر للحارس فيديريكو ماركيتي (6).
ونجحت سلوفاكيا في افتتاح التسجيل عندما استغل يوراي كوكا كرة خاطئة من دي روسي ومررها إلى فيتيك المتوغل داخل المنطقة فسددها بيمناه زاحفة على يمين الحارس ماركيتي (25).
وكاد زدينو ستربا يضيف الهدف الثاني من تسديدة قوية من 30 مترا أبعدها ماركيتي بصعوبة إلى ركنية (35). وكاد سكيرتل يخدع حارس مرماه لدى محاولته إبعاد كرة عرضية برأسه فمرت فوق العارضة بسنتمترات قليلة (41).
وأطلق كوكا كرة قوية على الطائر من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيسر (45+3). ودفع ليبي بفابيو كوالياريلا وكريستيان ماجيو مطلع الشوط الثاني مكان غاتوزو ودومينيكو كريشيتو.
وأهدر ياكوينتا فرصة ذهبية لإدراك التعادل عندما تلقى كرى عرضية داخل المنطقة فتابعها برأسه بعيدا عن الخشبات الثلاث (51)، وحذا حذوه دي ناتالي عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من ماجيو لكنه سددها برعونة بجوار القائم الأيسر (56).
ودفع لببي بورقته الأخيرة بإشراكه بيرلو مكان مونتوليفو (56)، وجرب دي ناتالي حظه من خارج المنطقة بيد أن الحارس تصدى لكرته على دفعتين (63).
وأبعد المدافع سكيرتل الكرة من باب المرمى إثر تسديدة قوية لكوالياريلا من مسافة قريبة (67).
وكاد ستوخ يوجه الضربة القاضية لأبطال العالم من هجمة مرتدة أنهاها بتسديدة قوية من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيسر (69). ووجه فيتيك الضربة القاضية لإيطاليا عندما استغل تمريرة عرضية من هامسيك فتابعها من مسافة قريبة داخل مرمى ماركيتي (73).
وقلص دي ناتالي الفارق عندما استغل كرة مرتدة من الحارس موشا إثر تسديدة زاحفة لكوالياريلا من داخل المنطقة (81). وسجل كوالياريلا هدفا ألغاه الحكم بداعي التسلل (85) بينما أثبتت الإعادة التلفزيونية عكس ذلك.
وأحبط كوبونيك، بديل ستربا، آمال الإيطاليين بتسجيله الهدف الثالث لسلوفاكيا عندما استغل كرة من تماس داخل المنطقة فتابعها ساقطة داخل مرمى الحارس الإيطالي (89).
ولم يستسلم المنتخب الإيطالي وتابع هجماته إلى أن نجح كوالياريلا في تقليص الفارق من تسديدة ساقطة من خارج المنطقة عانقت شباك الحارس موشا (90+2). ونزلت إيطاليا بكل ثقلها في الدقيقتين الأخيرتين من الوقت بدل الضائع إلا أن الدفاع السلوفاكي استمات في إبعاد جميع الكرات.
الباراغواي تتصدر
أما منتخب الباراغواي، فتصدر ترتيب المجموعة برصيد خمس نقاط بعد تعادله مع نيوزلندا صفر-صفر، بعد أن تعادل 1-1 مع إيطاليا بطلة النسخة الماضية وفوزه على سلوفاكيا 2-صفر في الجولتين الأوليين، وتجنب بالتالي مواجهة هولندا القوية متصدرة المجموعة الخامسة في الدور الثاني، حيث سيقابل فيه اليابان أو الدنمارك.
منتخب البارغواي كان تأهل إلى الدور الثاني من البطولة أعوام 1986 و1998 و2002، لكنه فشل حتى الآن في اجتياز هذا الدور في المشاركات السبع السابقة في النهائيات.
من جهته، أنهى منتخب نيوزيلندا مشاركته بثلاث نقاط، إذ كانت تعادل مع سلوفاكيا وإيطاليا بنتيجة واحدة 1-1. منتخب نيوزيلندا كان يخوض غمار المونديال للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1982 حين تلقى ثلاث هزائم.
يُذكر أن مدرب نيوزيلندا ريكي هيربرت كان أحد عناصر منتخب بلاده في مونديال إسبانيا 1982.
بدأ المنتخبان المباراة من دون عنوان واضح فجاء المستوى دون المتوسط مع سيطرة نسبية للبارغواي على الكرة واعتماد نيوزيلندا كالمعتاد على الدفاع والهجمات المرتدة التي كانت نادرة جدا.
أولى المحاولات الجدية كانت من كرة قوية سددها دينيس كانيزا على يسار مرمى نيوزيلندا بعد مرور ربع ساعة على انطلاق المباراة، وعاد كانيزا ليطلق كرة أخرى بعد أربع دقائق على يسار المرمى أيضا.
وبدا أن جميع لاعبي البارغواي تخلوا عن دورهم الهجومي تماما باستثناء كانيزا الذي كان وراء تسديدة قوية أيضا لكن كرته علت العارضة بقليل (29).
تدخل خوستو فيار حارس البارغواي للمرة الأولى لالتقاط إحدى الكرات من الجهة اليمنى قبل أن تصل المهاجم روري .
لم يضغط منتخب البارغواي رغم استحواذه على الكرة لأن النتيجة كانت تؤهله إلى الدور الثاني، وكمتصدر للمجموعة أيضا إذ أن الأخبار كانت تصله من المباراة الثانية التي تقدمت فيها سلوفاكيا على إيطاليا بطلة النسخة الماضية، في حين أن أداء منتخب نيوزيلندا لم يحدث أي مفاجأة لأنه ينتظر هجمة مرتدة أو كرة عالية لمحاولة خطف هدف.
ساءت الأمور أكثر في الشوط الثاني على الأقل في النصف الأول منه بغياب الخطورة الفعلية عن المرميين وكأن المنتخبين ارتضيا بالنتيجة.
كادت نيوزيلندا تباغت مرمى البارغواي حين أطلق سايمون اليوت كرة قوية لم تكن عالية كثيرا عن مرمى فيار (48)، وانتظر كاردوزو عشر دقائق ليرد عليه بكرة عالية من ركلة حرة.
تدخل الحارس النيوزلندي مارك باستون لإبعاد أول كرة خطرة على مرماه من رأس كريستيان ريفيروس قبل أن يحولها الدفاع إلى ركلة ركنية من الجهة اليمنى لم تسفر عن أي نتيجة (63).
عاد منتخب البارغواي للسيطرة على المجريات ساعيا إلى التسجيل وسط تراجع النيوزيلنديين إلى منطقتهم إلا واحدا أو اثنين منهم على الأكثر كانوا متواجدين في النصف الآخر من الملعب.
حاول المدربان خيراردو مارتينو وريكي هيربرت إجراء التبديلات اللازمة لتغيير الإيقاع الرتيب جدا للمباراة حيث سعى كل منهما في خطف هدف السبق.
انتظر منتخب البارغواي ربع الساعة الأخير ليحاصر منافسه داخل منطقته ويحاول هز شباكه لكن الدفاع النيوزلندي بقي متماسكا ومن خلفه الحارس المتألق باستون الذي أبعد كرة قوية جدا إثر ركلة حرة نفذها روكي سانتا كروز من نحو ثلاثين مترا (81).
وارتقى لوكاس باريوس لمتابعة كرة من الجهة اليسرى لكنها مرت على يسار المرمى (83) في آخر محاولة جدية على المرمى.
العربية نت