الطاهر ساتي
ما حك جلدك غير ظفرك ..!!
** ثانيا ..إمتثالا للوائح المهنة ثم تقديرا للعامة التي تشتري الصحيفة خصما من قوت يومها لتقرأ فيها قضاياها العامة وليس الإسفاف والقضايا الشخصية ، يجب أن أغض الطرف عن الإساءات التي وجهتها المنظمة لكل من كتب عن حال الخالة شامة .. وإقتبس من ربع صفحة التعقيب أهم ما فيها ، حيث تقول المنظمة نصا : ( إن منظمة الشهيد التي جعلتموها كبش فداء ، لا تعلن الشهداء حتى وان شاركت في تشييعهم ، ولا تقرع الابواب لتتأكد من المواطنين الذين احتسبوا شهداء .. وان الحاجة شامة مع تقديرنا لها لا هي ولا احد من أُسرتها تقدم لنا بمستند واحد يثبت انها قدمت شهيدا ، دعك عن الاربعة الذين دغدغتم بهم مشاعر القراء حتى نقوم بخدمتها، وبالله عليكم لِمَ لمْ تسألوا المنظمة عن دورها قبل كسبكم الصحفي الرخيص..؟؟) ..هذا أهم ما في التعقيب ، ليس كسبنا الصحفي الرخيص ، بل ان المنظمة – وإن شاركت في تشييع الشهداء – فهي لاتقرع أبواب أسرهم لتتأكد إن إحتسبت شهداء أم لا ؟.. تأمل هذا التناقض : ( تشارك في تشييعهم وهي غير متأكدة من إستشهادهم ) .. ولأن الخالة شامة لم تقدم من المستندات ماتثبت بأنها قدمت أربعة أبناء شهداء لم تعرفها المنظمة ، فعرفتها بعد زيارة السيد الرئيس لبيتها في رمضان الفائت ..ثم إن المنظمة لم تكن بحاجة إلي كتاباتنا التي دغدغت مشاعر القراء ، حتى تؤدي واجبها تجاه الخالة شامة وغيرها ..هكذا جوهر التعقيب .!!
** وما يجب تأكيده للقارئ هو أن عكس الصحف لحال الخالة شامة لم يتسبب في زيارة الرئيس لبيت هذه الأم الفاضلة فحسب ، بل تلك الكتابات لفتت أنظار جهات عليا بالدولة تجاه المنظمة وآدائها ، فتحركت تجاهها لإصلاح حالها ، وهذا الحراك هو ما يزعج المنظمة التي ظلت محيطة بسياج : ممنوع النقد وكشف الآداء..أي : ماكان ممنوعا نشره ، كان أيضا محجوبا عن أعين الجهات العليا ، فحين كسرت حالة الخالة شامة ذاك السياج علمت الجهات العليا الآداء الذي كان محجوبا عنه ..فشكرا للخالة شامة وهى تهدي للوطن – بجانب أبنائها – من الإصلاح ما يحسن آداء منظمة الشهيد .. فلتنزعج المنظمة وتغضب – وترحل عن نفسها – إن كان يزعجها الإصلاح .. ولو لم تكن منزعجة لهذا الإصلاح المرتقب ، فلماذا تغضب وتعقب بعد زيارة الرئيس ، خاصة وأن قضية الخالة شامة ظلت تنشر منذ عامين ..؟.. فلماذا لم تغضب المنظمة قبل عامين ، بل لماذا لم تتفقدها قبل عامين أو عام أو حتى شهر ..؟..فلماذا تفقدتها وإهتمت بها – وتولول – وتغضب على الصحف التي كتبت عنها – يادوووب – عقب زيارة الرئيس ..؟..هكذا نسأل ببراءة .. ثم ندعم عملية الإصلاح المرتقب بلاتحفظ .. نعم هي عملية طعمها مر على بعض يظنون بأنهم أكبر من النقد وأعظم من التصويب ، ولكن على الجهات العليا أن تمضي في درب الإصلاح …!!
** قبل تأسيس منظمة الشهيد ..إدارات راسخة – بالجيش والشرطة والامن – هي التي كانت ترعى أسر الشهداء وتؤدي كل المهام تجاه هذا النفر البار – وأسرهم – بكفاءة لاتعرف الإهمال والتقصير ، ولم تكن تنتظر زيارات الرئيس المفاجئة لتؤدي واجبها ..وعليه ، بدلا عن إقالة مدير المنظمة أو محاسبة مدير إدارة خدماتها الإجتماعية ، يجب على جهات الدولة العليا أن تذهب أبعد من ذلك ، بحيث تفكر جديا في حل المنظمة وتحويل مهامها إلى وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز الامن الوطني والمخابرات .. نعم ، رفقاء السلاح هم الأجدر بحفظ حقوق بعضهم ورعاية أسر بعضهم …فالسادة في منظمة الشهيد – كما قال تعقيبهم – لن يعرفوا عناوين أسر خيارنا إلا بقرع أبواب كل أهل السودان، وهذا القرع لن يحدث ، ولكن رفقاء الخندق يعرفون عناوين خيارهم – وخيار شعبنا – لحظة صعود أرواحهم الطاهرة إلى بارئها ..فالذي يده في النار يختلف – همة وإنضباطا ومسؤولية – عن الذي يده في الماء ..ولهذا ملف الشهداء وأسرهم يجب أن يذهب لمن أيديهم في ..( النار ) ..!!
إليكم – الصحافة الاحد 18/10/2009 العدد 5860
tahersati@hotmail.com