الطاهر ساتي
الحديث اللا إرادي .. ضار ..!!
** التايمز لم تخطئ بنقل ذاك الوعد الكذوب ، فهي تعي ماتفعل ، وتؤدي واجبا يكلفها به النظام العالمي الجديد ، واجب صب الزيت على النار بمخاطبة المجتمع الغربي بحديث فحواه بأن الحرب ستتواصل بكل محارقها في دارفور ، ويجب عليك – أيها الغرب – المزيد من التدخل والتعمق بكل الوسائل المشروعة منها وغير المشروعة ، أو هكذا لسان حال تلك الصحيفة في ذاك اليوم « بالذات » .. وهى تعي ماتفعل ، ولكن الذي لم ولن ولا يعي مايقول ويفعل هو ذاك المتحدث الذي تحدث على هواه بما يهواه ولاتهواه البلاد والعباد والحكومة .. ومثله كثر .. يتحدثون بلا وعي ، فتتخطف صحف الغرب ووكالاته وفضائياته أحاديثهم التي تشبع بها عقل المجتمع هناك وقلبه ، ثم تصبح ذات الأحاديث فيما بعد وثائق اتهام وإدانة يدفع ثمنها السودان شعبا وحكومة ومعارضة .. ولا شئ يجبرهم على مثل تلك الأحاديث الشتراء غير حبهم للظهور – والشلاقة – ثم عشقهم للثرثرة غير المثمرة التي لاتفيد البلد والشعب والحكومة ، بل تجلب لهذا وذاك وتلك المزيد من الهم والغم والمتاعب .. وما لم يعد خافيا منذ أحداث الحادى عشر من سبتمر ومرورا بغزو العراق والصومال ودك أفغانستان وحتى يوم التحديق في سوريا وإيران والسودان ، مالم يعد خافيا – لذوي البصائر – فى كل هذا المسلسل المتواصل هو أن الإعلام الغربي هو القائد الأعلى لجيش النظام العالمي الجديد ، وهو الذي يمهد الطريق لجيوش وأنظمة الغرب ، وكذلك هو الذي يرسخ في عقل الشعوب هناك بأن جيوشها وأنظمتها سلكت جادة الطريق وليست خطى الاستعمار .. وأمام إعلام كهذا ، في ظرف كهذا ، يجب على كل متحدث باسم البلد والناس ، واليا كان أو مواليا أو معارضا ، عليه أن يتحدث بوعي عميق ومسؤولية وطنية ، وليس من الوعي بأن يفتح المرء فمه ليخرج منه الكلام لا إراديا .. وعليه ، من لايستأنس في حديثه الوعي والمسؤولية ، فليتكئ على جدار الصمت .. أليس في صمت من لايتقن المنطق والوعي خير كل البلاد ، شعبا وحكومة ومعارضة …؟؟
إليكم – الصحافة -الخميس 17/7/ 2008م،العدد5416
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]