الطاحونة الهولندية تعبر لربع نهائي المونديال بثنائية في شباك سلوفاكيا
حجز المنتخب الهولندي مقعده في الدور ربع النهائي للمرة الاولى منذ 12 عاما بفوزه على نظيره السلوفاكي 2-1 الاثنين 28-06-2010 على ملعب “موزيس مابهيدا ستاديوم” في دوربن ضمن الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا 2010.
ويدين المنتخب البرتقالي بفوزه إلى اريين روبن الذي حقق عودة موفقة إلى التشكيلة الأساسية بعد تعافيه من الإصابة بتسجيله الهدف الأول في الدقيقة 18، قبل أن يضيف ويسلي سنايدر الثاني في الدقيقة 84، ليضعا بلادهما في ربع النهائي للمرة الأولى منذ مونديال 1998، حين حل رابعا، والخامسة في تاريخه من أصل تسع مشاركات.
أما الهدف السلوفاكي فجاء في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء نفذها روبرت فيتيك.
ومن المؤكد أن هولندا التي خرجت فائزة بمبارياتها الثلاث في دور المجموعات للمرة الأولى، تبحث عن نسيان مشاركتها في مونديال 2006 ومواجهتها الدموية مع البرتغال، وإخفاق كأس اوروبا 2008، وقد استعادت خدمات نجمها المميز روبن الذي استعاد عافيته بعد الإصابة التي تعرض لها قبيل انطلاق المونديال في مباراة ودية أمام المجر، وشارك في أواخر الشوط الثاني من مباراة الجولة الأخيرة أمام الكاميرون، ثم بدأ أساسيا في مباراة اليوم على حساب رافايل فان در فارت في التعديلين الوحيدين على التشكيلة التي واجهت الكاميرون (2-1) في الجولة الأخيرة من الدور الأول حيث عاد المدافع فان در فييل إلى مركزه مكان خالد بولحروز بعد استنفاده عقوبة الإيقاف.
وواصل المنتخب الهولندي مسلسل نتائجه المميزة حيث حافظ على سجله الخالي من الهزائم للمباراة الثالثة والعشرين على التوالي (رقم قياسي محلي)، بدأها مع الفوز على مقدونيا في 10 ايلول(سبتمبر) 2008، علما بأن هزيمته الأخيرة تعود إلى 6 ايلول(سبتمبر) 2008 عندما خسر أمام استراليا 1-2، وقد حقق رجال فان مارفييك اليوم فوزهم الثامن عشر في هذه السلسلة مقابل 5 تعادلات.
وفي الجهة المقابلة انتهت مغامرة رجال فايس الذي أجرى تعديلا واحدا على التشكيلة التي جردت إيطاليا من اللقب بإشراك نجله فلاديمير فايس بدلا من زدينكو ستربا الموقوف، عند العقبة البرتقالية وهم سيغادرون جنوب إفريقيا بشرف أنهم سابع منتخب في تاريخ النهائيات ينجح في أول مشاركة له بالتأهل إلى الدور الثاني بعدما حذا حذو اوكرانيا (2006) والسنغال (2002) وكرواتيا (1998) والسعودية (1998) ونيجيريا (1994) وجمهورية ايرلندا (1990) والدنمارك (1986)، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق إنجاز السنغال واوكرانيا اللتين وصلتا إلى ربع النهائي في أول مشاركة لهما.
الشوط الأول
واستهل السلوفاكيون اللقاء دون أي عقدة وكانوا قريبين من افتتاح التسجيل منذ الدقيقة الثانية بكرة صاروخية أطلقها مهاجم كايزرسلاوترن الألماني ايريك يندريسيك من خارج المنطقة إلا أن محاولته علت عارضة مرمى الحارس مارتن ستيكيلينبرغ بقليل، ثم اتبعها لاعب وسط نابولي الإيطالي القائد ماريك هامسيك بتسديدة بعيدة أخرى مرت هذه المرة قريبة من القائم الأيمن (6).
ورد الهولنديون عبر ويسلي سنايدر الذي أضاع فرصة ثمينة بعدما وصلته الكرة على الجهة اليسرى وهو في مواجهة المرمى لكنه سددها بين يدي الحارس يان موتشا (11)، إلا أن روبن عوض فرصة زميله ونجح في تحقيق عودة رائعة إلى تشكيلة البرتقالي عندما وضعه في المقدمة في الدقيقة 18 بعد تلاعبه بيان دوريتسا ورادوسلاف زابافنيك على الجهة اليمنى قبل أن يطلق الكرة بيسراه من حدود المنطقة إلى الزاوية الأرضية اليسرى لمرمى موتشا.
ثم هدأت وتيرة اللعب تماما وهو التكتيك الذي اعتمده الهولنديون في مبارياتهم الثلاث في الدور الأول أمام الدنمارك (2-صفر) واليابان (1-صفر) والكاميرون (2-1)، ما يؤكد أن فان مارفييك تخلى عن الأسلوب الكرة الشاملة الهجومية التي اشتهرت بها الكرة الهولندية منذ السبعينات، معتمدا على الواقعية في الأداء بهدف تأمين النتيجة، وبدا ذلك واضحا من خلال إغلاقهم لمنطقتهم وعدم الاندفاع نحو الهجوم كما كانت عادتهم في السابق.
وبقي الأداء على هذه الوتيرة المملة تماما حتى صافرة نهاية الشوط الأول دون أي تعديل على النتيجة أو حتى أي فرصة على المرميين سوى تسديدة هولندية لروبن فان بيرسي لم يجد الحارس السلوفاكي صعوبة في التعامل معها (41).
الشوط الثاني
وتكرر سيناريو بداية الشوط الأول في الثاني حيث فرض السلوفاكيون أفضيلتهم الميدانية لكن ومن هجمة هولندية سريعة كاد روبن أن يسجل هدفه الثاني بطريقة مماثلة تماما إلا أن الحارس موتشا تعملق وأنقذ فريقه هذه المرة (50) ثم تدخل مجددا ليقف في وجه محاولة يوريس ماتييسن (51).
وبدا الهولنديون عازمين على توجيه الضربة القاضية لمنافسيهم إذ تحسن أداءهم بشكل واضح وحصلوا على فرصة أخرى من ركلة حرة نفذها فان بيرسي من الجهة اليمنى إلا أن الحارس تدخل ببراعة ليحرم مهاجم ارسنال الانكليزي من تسجيل هدفه الثاني، بعد أن سجل في مرمى الكاميرون ليصبح رابع لاعب هولندي يسجل في نسختين مختلفتين بعد جوني ريب ودينيس برغكامب وروب ريزينبرينك.
وحال رجال فايس أن يستوعبوا الفورة الهولندية وتدارك الوضع قبل فوات الأوان فهددوا مرمى ستكيلينبرغ للمرة الأولى في الشوط بتسديدة أطلقها كوتسكا من حوالي 35 مترا لكن الكرة مرت بجانب القائم الأيمن (63)، ثم اتبعها ميروسلاف ستوخ بفرصة أخطر عندما توغل في الجهة اليسرى وتلاعب بغريغوري فان در فييل قبل أن يسدد كرة صاروخية صدها ببراعة حارس اياكس الذي تدخل بعد ثوان معدودة ليقف في وجده تسديدة أخرى هذه المرة لبطل مباراة إيطاليا روبرت فيتيك (67).
وحال فان مارفييك أن ينشط الناحية الهجومية في فريقه فزج بمهاجم هامبورغ الألماني ايليرو ايليا بدلا من روبن (71) سعيا خلف هدف التعزيز الذي كاد أن يتحقق لولا تألق موتشا الذي صد تسديدة صاروخية من خارج المنطقة لديرك كاوت (74) الذي لعب دورا حاسما في إطلاق رصاصة الرحمة على المباراة عندما توغل في الجهة اليسرى للمنطقة السلوفاكية بعد ركلة حرة نفذها جيوفاني فان بروكهروست من منتصف الملعب وأخطأ الحارس السلوفاكي في خروجه من مرماه لاعتراضها، قبل أن يمرر لاعب ليفربول الكرة على طبق من فضة لسنايدر الذي أودعها الشباك دون صعوبة (84)، مسجلا هدفه الثاني حتى الآن.
وودع السلوفاكيون النهائيات الأولى لهم بهدف شرفي سجله فيتيك في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء بعد أن أسقطه ستيكيلينبرغ داخل المنطقة، ليتصدر ترتيب الهدافين برصيد 4 أهداف، مشاركة مع الارجنتيني غونزالو هيغواين.
العربية نت