سياسية

إجراءات تسبق استفتاء جنوب السودان

موازاة مع تسارع الخطى نحو إجراء استفتاء لتحديد مصير جنوب السودان مطلع السنة المقبلة، تتسارع القرارات والإجراءات لإنفاذ هذا الاستحقاق الذي يرتبط به مصير البلاد، وتتكثف تعليقات الصحف وكتابات المحللين والصحفيين بشأنه.

فقد أدت مفوضية الاستفتاء أمس القسم أمام الرئيس السوداني عمر البشير، وعقدت اجتماعا “تفاكريا” دشنت من خلاله بداية مهمتها.

ووصف البشير في كلمة بالمناسبة مهمة المفوضية بأنها “الأخطر والأهم في تاريخ السودان”، معتبرا أن تقرير المصير ليس للجنوب فحسب، بل يتعلق بمصير السودان في أن يكون دولة واحدة أو أن ينقسم إلى شطرين.

ووفقا للبشير فإن الاستفتاء “يهم كل القوى السياسية في السودان سواء في الحكومة أو المعارضة”، ونبه إلى أن اتفاق السلام طالب الشريكين بالعمل سويا من أجل جعل الوحدة خيارا جاذبا للجنوبيين.
وذكرت صحيفة “الصحافة” السودانية أن شريكي الحكم، حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية اتفقا أمس مع الأمم المتحدة على شكل التعاون والدعم الذي ستقدمه المنظمة الدولية، بما في ذلك نشر قوات أممية كافية لدعم إجراء الاستفتاء “في كل مقاطعات الجنوب ومراكز الاقتراع بالشمال”.

ونسبت الصحيفة للأمين العام للحركة الشعبية، وزير السلام بحكومة الجنوب باقان أموم القول إن اجتماعا يعقد اليوم ما بين الحركة والمؤتمر الوطني لمناقشة القضايا العالقة في اتفاق نيفاشا، وعلى رأسها ترسيم الحدود ومشكل أبيي، إضافة لتمثيل الجنوب في البرلمان القومي، لافتا إلى أن اجتماعا آخر سيعقد بين الطرفين لتدشين التفاوض بشأن قضايا ما بعد الاستفتاء.

حلايب والوحدة
من جهتها نسبت صحيفة الشروق المصرية لمصدر دبلوماسي مصري قوله إن إدراج السلطات السودانية منطقة حلايب المتنازع عليها مع مصر ضمن الدوائر الانتخابية في الانتخابات السودانية الأخيرة وصمت القاهرة عنه جاء “في إطار تفاهمات عالية المستوى” بين القاهرة والخرطوم.

وأضاف المصدر -الذي رفض الكشف عن هويته- أن مصر وافقت على هذا الأمر لسببين أولهما حرص مصر على أن تكون هناك قوة تصويتية كبيرة في الشمال بما يخدم المعسكر الوحدوي في الانتخابات وفي الاستفتاء المنتظر لتقرير مصير جنوب السودان، وثانيهما أن مصر “حريصة على عدم الدخول في خلافات مع السودان في هذا التوقيت” الذى يواجه فيه النظام السوداني “الكثير من التحديات”.

دولتان وحزبان
أما وكالة رويترز للأنباء فقد اعتبرت أن ذلك الاتفاق الذي “أبرم بوساطة دولية وكان من المفترض أن يحول السودان إلى دولة ديمقراطية موحدة”، يوشك الآن أن يقسم أكبر دولة في أفريقيا إلى دولتين يحكم كل واحدة منهما حزب واحد”.

ونسبت الوكالة لمن وصفتهم بـ”معظم المحللين” القول إن “سكان جنوب السودان الفقراء الذين روعهم الصراع وسنوات مما يعتبرونه استغلال الشمال لهم، من المرجح أن يصوتوا بنعم على الانفصال”.

وفي صحيفة الرأي العام السودانية حذر علي إسماعيل العتباني من أن “فشل التجربة السودانية (في إبقاء الوحدة) فشل للمشروع الأفريقي” لأن السودان بحسبه “أفريقيا مصغرة تتعايش فيه كل القبائل الأفريقية، كما تتعايش كل الديانات وكل الثقافات الأفريقية”.

وتنبأ بأن الأيام القادمة ستشهد “ملحمة تاريخية” في إطار سباق اللحظات الأخيرة لإبقاء وحدة السودان.

ونعت العتباني دعاة الانفصال من الشماليين والجنوبيين بقصر النظر، “فالجنوب بدون فضاء الشمال سيحترق”، و”الشمال بدون الفضاء الجنوبي سيختنق”.

وداعا للشريعة
وذكر تقرير لتابيو بوامبال نشرته اليومية الأوغندية المملوكة للدولة، واسعة الانتشار، نيو فيجن، أن مئات السودانيين الجنوبيين المقيمين بأوغندا تظاهروا أمس في شوارع كمبالا تأييدا منهم لإقامة دولة مستقلة في الجنوب قبل إجراء الاستفتاء هناك في التاسع من يناير/كانون الثاني 2011.

وعنونت الصحيفة تقريرها بـ”مسيرة جنوب السودان للانفصال عن الشمال”.

وحمل المتظاهرون صور رئيس إقليم جنوب السودان، سلفاكير ميارديت وسلفه الراحل جون قرنق، وهتفوا “وداعا.. وداعا للاضطهاد.. وداعا وداعا للشريعة”.

المصدر: وكالات+الصحافة السودانية+الصحافة المصرية
الجزيرة نت