الطاهر ساتي

للوالي الخضر .. صرخة رعية ..!!

[ALIGN=CENTER] للوالي الخضر .. صرخة رعية ..!! [/ALIGN] ** كان يجب نشرها قبل نصف شهر ، فالرسالة مهمة لما فيها من توجس بعض الأهل على صحتهم وعافية أطفالهم بجنوب الخرطوم ..وعليه ، لك – أستاذي الدكتور عمر البدري – ولأهل منطقتك اعتذاري عن تأخير نشر صرختكم هذه ..وما تأخرت إلا لتسلسل القضايا والصرخات ، بحيث لم نعد قادرين على ترتيب قائمة أولويات النشر لتشابهها في الأهمية ..أكرر اعتذاري لكم ولأطفالكم ، ونأمل أن تجد رسالتكم الصارخة طريقا إلى والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر ..
** ( الأخ : ساتي .. يسعدني أن أزور بابك ، ويعجبنى فيه اهتمامك بموضوع البيئة وصحة الأنسان وقضاياه ،وكنت اطلعت فيه على تساؤلك عن الحكمة فى دفن مخلفات بعض شركات البترول فى شمال غرب الخرطوم، والتى ذكرت السلطات المحلية وقتها أنها غير ضارة..والواقع هى كذلك ، بل هى نافعة طالما أن الشركات المعنية قد سددت رسوما معينة مثلها مثل عربات نقل المياه الآسنة ومخلفات إنسان الرياض والعمارات ووسط الخرطوم التى تقوم بصبها بعد تسديد الرسوم المقررة فى المستنقع الشهير وسط أحياء المواطنين فى الأزهريات وجبرة ومايو وماجاورها من الأحياء المهمشة التى يعانى سكانها الأمرين من جراء الروائح المنبعثة بالأضافة الى البعوض والذباب المميز!!.. أي من النوع الفاره الذى يعرف متى يحط ومتى يقلع ولا يمكن أن تطاله أيدي المحلية المجتهدة في جمع رسوم النفايات ، وليست النفايات ..!!
** أخي ..في حي المنصورة ، مربع 19 الأزهري ، تمارس المحليات وسلطات الولاية الاستثمار فى المساحات الخالية وتتقاضى بالأضافة الى ما ذكرت سابقا ايجارا عن تجار البراميل، والله وحده يعلم ماذا كانت تحمل من مواد كيميائية قبل عرضها فى المساحة الممتدة على طول الحدود الشرقية لهذا الحى..كذلك فان الجهة الشمالية وعلى امتداد الحى يسمح فيها لأصحاب عربات الخرصانة والأتربة بشحن وتفريغ حمولتها على مدار اليوم.. بقيت معنا
الحدود الجنوبية للحى المنكوب فهذه بدورها يستغلها بالكامل تجار الفحم والحطب وبامكانك أن تتصور ما تسببه الأتربة والرماد الأسود بالأضافة الى الروائح القادمة من المستنقع فى الجنوب الغربى من أضرار وأمراض مؤكدة أقلها الربو وضيق التنفس والغثيان..ولابد أن نضيف الى ذلك أن هذا الحى لا تمر به عربات نقل النفايات اسوة بالمناطق الأخرى ..!!
** ومع ذلك ..تظل احتجاجات وشكاوى المواطنين دون مستوى الخطر الداهم الذي يهدد أسرهم واتصور أن
السبب فى ذلك أن 70 فى المائة من سكان حى المنصورة هم من منسوبى القوات النظامية من ضباط الجيش والشرطة منهم المعاشيون والمرابطون فى الثغور ، بحيث تأبى نفوسهم وهم حماة القانون والنظام أن يتصدوا بالقوة لعربات الموت ويحولوا دون وصولها الى ذلك المستنقع ..وبما أن هذه الفئة من الشرفاء هى التى تضحى من أجلنا فلا أقل من أن نحمى أسرهم من بعدهم.. والرسالة هنا موجهة للسيد وزير الدفاع والسيد وزير الداخلية والسيد الدكتور عبد الرحمن الخضر وهو من نعرف عنه حسه البيئى ، ولا أحسب أن أيا منهم يرضى ان تستمر هذه العملية وتهان كرامة الإنسان فى عهد حكومة وطنية ،ومن قبل كان المستعمر يصر على نقل هذه المواد فى براميل مكشوفة يحملها مواطنون وتطوف معظم شوارع العاصمة قبل أن تطمر ، فى نفس الموقع الحالى، ولكنه كان وقتها بعيدا جدا عن سكن المواطنين ..!!
** وأخيرا ..أعود فأقول ان من أبسط حقوق الإنسان أن يتنفس هواءً نقياً ، لكن سكان المنصورة محرومون من هذه النعمة..وأجزم أن بعض الأطفال فى هذه المنطقة لا يعرفون رائحة الدعاش فى الخريف ، لأن الروائح المذكورة تزداد حدتها مع أول نقطة مطر ثم تتواصل حتى الخريف التالي..لهذا نناشد المسؤولين باغلاق هذا الموقع فورا ، ولنسبق فى ذلك قوانتنامو فكلاهما موقع تمتهن فيه كرامة الإنسان ويكره على العيش مع مخرجاته .. والله المستعان ..!!
د .عمر البدري علي / جامعة الخرطوم ، كلية العلوم
إليكم – الصحافة الخميس 29/10/2009 العدد 5870
tahersati@hotmail.com