طب وصحة

الخمر تسبب سرطان الحلق والمريء


حذرت دراسة لمؤسستين ألمانيتين للبحوث الصحية من وجود علاقة وثيقة بين الإصابة بسرطان الحلق والمريء ومعاقرة وإدمان الخمور.

وذكرت الدراسة التي أصدرتها الهيئة الألمانية لمكافحة الإدمان ومركز بحوث أضرار الخمر بهايدلبيرغ, أن واحدا من كل ثلاثين إصابة بالسرطان في العالم ناشئة عن شرب الكحول والمسكرات بمعدل طبيعي أو مفرط.

وقال هيلموت زيتس مدير مركز بحوث أضرار الخمر للدراسة في برلين أمس الأربعاء إن شرب الخمر بأي نسبة يؤثر بشكل مدمر على كل أعضاء الجسم ولا سيما الحلق والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والكبد.

وأوضح زيتس أن التأثيرات المؤذية للكحول تمتد لتشمل وظائف الدورة الدموية والجهازين المناعي والعصبي والعظام وعلى عملية الإخصاب والقدرة الإنجابية للرجال والنساء.

الحلق والمريء
وأشارت الدراسة التي أعلن عنها الأربعاء إلى أن شرب 50 غراما من الخمر يوميا يهدد بالإصابة بسرطان الحلق أو المريء بمعدل يزيد ضعفين أو ثلاثة أضعاف على من لا يتناولون الخمور.

وأوضحت الدراسة أن من يشرب 80 غراما من الخمر يوميا يرتفع لديه خطر الإصابة بالمرضين بمعدل يصل إلى 18% أكثر مما لدى من لا يتعاطون الخمور.

ولفتت الدراسة إلى أن شرب الخمر يوميا يزيد خطر الإصابة بسرطاني الحلق والمريء بمعدل يزيد ثلاثة أضعاف عن نفس الخطر الناشئ عن تدخين السجائر, وأوضحت الدراسة أن التعاطي اليومي للخمر والسجائر يرفع هذه النسبة إلى 44%.

واعتبر هيلموت زيتس أن ما كشفت عنه الدراسة يدعو حكومة البلاد لاتخاذ إجراءات عاجلة ورادعة لمكافحة انتشار إدمان الخمر على نطاق واسع خاصة بين الناشئة والشبيبة.

واقترح زيتس أن تشمل هذه الإجراءات زيادة أسعار وضريبة مبيعات الكحوليات وحظر بيعها في محطات التزود بالوقود, وتقييد إعلاناتها في الأماكن العامة وفي وسائل الإعلام والدعاية إلى أضيق حد ممكن.

كارثة صحية
ورحب رئيس الهيئة الألمانية لمكافحة الإدمان بحظر ولاية بادن فورتمبرغ مؤخرا بيع الكحوليات في الفترة المسائية, وطالب بفرض رقابة مشددة على شراء الناشئة والشبيبة للمسكرات.

وأشار إلى أن الشبيبة الألمان يبدؤون في شرب الخمر للمرة الأولى في عمر 13 عاما في المتوسط وبانتظام بدءا من سن الـ16.

واعتبر الخبير الصحي الألماني أن استهلاك الخمور في البلاد بات يبعث على القلق وأصبح يمثل كارثة صحية بعدما حلت ألمانيا في المرتبة الخامسة في هذا المجال عالميا.

وأوضح الخبير أن المواطن الواحد يستهلك عشرة لترات من الكحول الصافي سنويا, فيما يستهلك من تقع أعمارهم في المرحلة العمرية بين 18 و65 عاما 12 لترا.

المصدر: الجزيرة