زهير السراج
ممنوع التصفيق
* ولكن هكذا نحن العرب.. لابد أن نخلق من الحبة قبة.. (ونضع على الخيام سباليق).. والسباليق – لمن لا يعرفها من ضيوفنا الكرام جمع (سبلوقة) وهى ماسورة قصيرة من المعدن توضع فى سقف المنزل من أعلى بميلان قليل إلى الأسفل لنزول مياه الامطار حتى لا تتجمع فوق السقف فتفسده او تجد لها منفذا إلى داخل المنزل فتغرقه!!
* نعم، لا بد ان نحول مباراة كرة قدم الى معركة حربية لنشغل بها شعوبنا (من باب: اللهم اشغل اعدائى بانفسهم)، وننسى بها مآسينا و(بلاوينا الزرقة وعمايلنا السودة).. بينما شعوبنا المقهورة والجائعة لا تجد ما يسد رمقها ويخفف بلوتها سوى نصر خاطف فى مباراة كرة قدم ولو على (سنسفاليا الصغرى) حتى تخرج إلى الشوارع فى مظاهرات هادرة لتفش غلها وتقول رأيها بصراحة شديدة فى حكوماتها!!
* كما أننا لا بد أن نفرض وصايتنا على الجماهير المغلوبة.. (أمال ايه؟).. حتى لو كان فى مباراة كرة قدم.. (موش الحكومة بتعرف كل حاجة؟!) على رأى صديقنا النجم عادل إمام، والجماهير ما بتعرفش حاجة ولا محتاجة (على رأي العبد الفقير إلى الله صاحب هذا التخريف؟!).
* أيها العظماء.. أيها الحكام.. أيتها الاتحادات.. نعلم انكم اعلم من العلم وأقوى من القوى وأسلط من السلطة وانكم الكل فى الكل وبدونكم خربانة.. ولكن نناشدكم… أتركوا الجماهير فى حالها وعلى سجيتها.. تشجع من تشجع، وتؤازر من تؤزار.. وتصفق لمن تصفق.. أليس ذلك أفضل من الاخفاقات والهزائم المتتالية فى كل شئ، أم أنكم لا بد أن تصادروا أي حاجة حتى الفرجة والتصفيق؟!
* غدا باذن الله أواصل ما انقطع من حديث حول العلاقات السودانية المصرية.. انتظروني!!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ،19نوفمبر 2009